الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس عشرة وأربعمائة

[جمع الوزير المغربي الأتراك والمولدين لمشرف الدولة ]

فمن الحوادث فيها :

أن الوزير المغربي جمع الأتراك والمولدين ليحلفوا لمشرف الدولة ، وكلف مشرف الدولة المرتضى ونظام الحضرتين أبا الحسن الزينبي وقاضي القضاة ، وأبا الحسن بن أبي الشوارب ، وجماعة من الشهود الحضور ، فأحلفت طائفة من القوم فظن الخليفة أن التحالف لنية مدخولة في حقه ، فبعث من دار الخليفة من منع الباقين بأن يحلفوا ، وأنكر على المرتضى والزينبي وقاضي القضاة حضورهم بلا إذن ، واستدعوا إلى دار الخلافة ، وسرح الطيار ، وأظهر عزم الخليفة على الركوب وتأدى ذلك إلى مشرف الدولة ، وانزعج منه ، ولم يعرف السبب فيه فبحث عن ذلك إذا به أنه اتصل بالخليفة أن هذا التحالف عليه ، فترددت الرسائل باستحالة ذلك ، وانتهى الأمر إلى أن حلف مشرف الدولة على الطاعة والمخالصة للخليفة ، وكان وقوع اليمين في يوم الخميس الحادي عشر من صفر وتولى أخذها واستيفاءها القاضي أبو جعفر السمناني ، ثم حلف الخليفة لمشرف الدولة .

[عقد لمشرف الدولة على بنت علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه ]

وفي رجب : وقع العقد لمشرف الدولة على بنت علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه ، وكان الصداق خمسين ألف دينار . [ ص: 164 ]

وفي هذه السنة : تأخر الحاج الخراسنة للإشفاق من فساد طريق مكة .

وفيها حج بالناس : أبو الحسن الأقساسي ، وحج معه حسنك صاحب محمود بن سبكتكين ، فنفذ إليهما صاحب مصر خلعا وصلة فسارا إلى العراق ولم يدخل ، حسنك بغداد خوفا أن ينكر عليه من دار الخلافة ، فكوتب محمود بن سبكتكين بما فعله حسنك فنفذ برسوله ومعه الخلع المصرية ، فأحرقت على باب النوبي ، وعاد الحاج على طريق الشام ، وورد كثير منهم في السفن من طريق الفرات ، وجاء قوم على الظهر إلى أوانا ، وذاك لأنهم عللوا العرب في ممرهم بأنا سنرضيكم ، فخافوا أن يصيروا في أيديهم بحكمهم ، فعرجوا إلى تلك الطريق لطلب السلامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية