الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3166 - إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني .

قاضي سرمن رأى نزل بغداد ، وحدث بها روى عنه المعافى بن زكريا توفي في هذه السنة .

3167 - الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل ، أبو الفوارس البزاز .

وهو أخو أبي الفتح بن أبي الفوارس ، ولد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، سمع أبا بكر الشافعي ، وابن الصواف وكان ثقة ، وتوفي في صفر هذه السنة ، ودفن في مقبرة الخيزران . [ ص: 210 ]

3168 - الحسين بن محمد ، أبو عبد الله الخالع الشاعر:

توفي في هذه السنة عن سن عالية .

3169 - علي بن عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان ، أبو الحسن المعروف بابن حاجب النعمان:

كان كاتب القادر بالله . ولد سنة أربعين وثلاثمائة ، وذكر أنه سمع من أبي بكر النجاد ، والشافعي ، وابن مقسم ، وكان أبوه يخدم أبا عمر المهلبي في أيام وزارته ، وكتب هو للطائع لله ، ثم كتب بعده للقادر في شوال سنة ست وثمانين ، فكتب للخليفتين أربعين سنة ، وكان له لسان وبلاغة .

وتوفي في رجب هذه السنة ، ودفن ببركة زلزل ، ثم نقل تابوته إلى مقابر قريش ، ودفن بها في سنة خمس وعشرين .

3170 - عنبر أبو المسك ، خادم بهاء الدولة:

كان قد بلغ مبلغا لم يبلغه أمثاله ، ورأى أصحاب الأطراف يقبلون يده ويترجلون عند لقائه ، وينفذ حكمه فيما ينفذ فيه حكم الملوك انحدر إلى بغداد طمعا في تملكها معونة للملك أبي كاليجار فتوفي .

3171 – محمد بن جعفر بن علان ، أبو جعفر الوراق الشروطي ويعرف بالطوابيقي:

أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي الخطيب ، قال: كان شيخا مستورا من أهل [ ص: 211 ] القرآن ضابطا لحروف قراءة كانت تقرأ عليه ، وحدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد ، وأبي علي الطوماري ، وأبي جعفر بن المتيم وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان صدوقا ، ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، ودفن في مقابر باب الدير .

3172 - محمود بن سبكتكين ، يكنى أبا القاسم ويكنى أبوه أبا منصور .

[كان أبو منصور ] صاحب جيش السامانية ، واستولى عليها بعد وفاة منصور بن نوح ، وتوفي سبكتكين في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ببلخ ، فنازع إسماعيل بن سبكتكين أخاه محمودا فكسره محمود وملك خراسان [وزالت على يده] دولة سامان ، وكان آل سامان قد ملكوا سمرقند وفرغانة وتلك النواحي أكثر من مائة سنة ، وقصدهم محمود وقبض عليهم وملك ديارهم وأقام الخطبة للقادر بالله ، وراسل محمود بهاء الدولة أبا نصر بن بويه بأبي عمر البسطامي ، ونفد إليه هدايا وخمسة أفيلة وسأله خطاب الخليفة في توليته ، فبعث بهاء الدولة بأبي عمر البسطامي إلى فخر الملك أبي غالب ، وأمره أن يقصد دار الخلافة ويسأله في هذا المعنى ، فأجاب القادر بالله إلى ذلك في شعبان سنة أربع وأربعمائة وحصل له من الفتوح في بلاد الهند والكفر ما لم يحصل لغيره وكان الخليفة قد بعث إليه الخلع ولقبه بيمين الدولة وأمين الملة ثم أضيف إلى ذلك نظام الدين ناصر الحق وملك محمود سجستان وتملك مملكة واسعة وبلغ إلى قلعة لملك الهند تسع خمسمائة ألف إنسان وخمسمائة فيل وعشرين ألف دابة فأحاط بها فجاءه رسول على نعش يحمل قوائمه أربعة غلمان ويحفه مطرح ومخدة ، فقال له: إن مفارقة ديننا لا سبيل إليه ولكن نصالحك ، فصالحهم على خمسمائة فيل وثلاثة آلاف ومائة بقرة ، فبعث محمود إلى ملكهم قباء وعمامة وسيفا ومنطقة وفرسا ومركبا وخفا وخاتما عليه اسمه ، وأمره أن يقطع أصبعه وهي عادة للتوثقة عندهم ، وكان عند محمود من أصابع من هادنه الكثير فلبس ملكهم الخلعة وأخرج حديدة قطع إصبعه الصغرى من غير أن يتغير وجهه ، وأحضر دواء فطرحه عليها وشدها . [ ص: 212 ]

وفتح محمود قلعة سومنات وهدم البيت الذي يحجونه وفيه أصنام من الذهب والفضة مرصعة بالجواهر وقيمة ذلك تزيد على عشرين ألف ألف دينار وكانوا يحملون إلى الصنم ماء من نهر بينه وبينه مائتا فرسخ . ورتبوا ألفا من البراهمة يواظبون على خدمته ويحلقون رءوس زواره ولحاهم وأجروا على ثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة كانوا يغنون للزوار فحاربهم محمود وقتل خمسين ألفا وغنم الأموال ، وقبض على أبي طالب رستم بن فخر الدولة أبي الحسن وكتب إلى القادر بالله بأنه وجد لأبي طالب زيادة على خمسين امرأة حرة على ما سبق ذكره وخطب لمحمود في الأطراف وعقد على جيحون جسرا ولم يقدر على ذلك أحد قبله وأنفق في سفرته ألفي ألف دينار ولم يحظ بطائل فاتهم وزيره وقال أغرمتني هذا المال فأخذ منه خمسة آلاف ألف دينار واعتقله ، وكان قد عبر في غزوة إلى ما وراء النهر فضمن له أهل سمرقند ألف غلام حتى كف عنهم وكان معه أربعمائة فيل تقاتل ، وحمل إليه وهو بغزنة شخصان من النسناس الذين يكونون في بادية نحو الترك ، وهم على صور الناس في جميع أعضائهم إلا أن أبدانهم ملبسة بالشعر لا يكاد يبين منه ، ولهم كلام كصفير الوحش ، فقدم لهذين المحمولين خبز وثريد ولحم ، فلم يأكلا ، وحملا إلى موضع الفيلة فما خافا وأكلا من الحشيش الذي يأكلونه . كما يأكل الحمار وتغوطا كما تفعل البهائم وأتراك بلادهم يأكلونهم ويذكرون أنهم أطيب اللحوم لحما ، ومرض محمود وكانت علته سوء المزاج وانطلاق البطن وهو على غزواته ونهضاته لا يثنى ، فلما اشتد به الأمر أمر بالجواهر التي اقتناها من ملوك خراسان وما وراء النهر وعظماء الترك والهند ، فصفت في صحن فسيح في قصره وكان قد جمع سبعين رطلا من الجوهر ، فلما نظر إليها بكى بكاء متحسر على ما يخلفه ، ثم أمر بردها إلى مكانها من القلعة بغزنة ، وتوفي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر من هذه السنة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ملك منها ثلاثا وثلاثين سنة ، ومات وهو مستند في دسته لم يضع جنبه إلى الأرض ، وكان ظاهر أمره التدين والتسنن ، وولي ابنه مسعود مكانه . [ ص: 213 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية