الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3021 - إبراهيم بن محمد بن عبيد ، أبو مسعود الدمشقي الحافظ :

سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد والكوفة والبصرة وواسط والأهواز وأصبهان وبلاد خراسان ، وكان له عناية بالصحيحين فعمل تعليقه أطراف الكتابين ، ولم يرو إلا اليسير ، وكان صدوقا دينا ورعا فهما ، روى عنه أبو القاسم الطبري .

توفي ببغداد هذه السنة ، وأوصى إلى أبي حامد الإسفراييني ، فصلى عليه ودفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السكك .

3022 - آدم بن محمد بن آدم ، أبو القاسم العكبري المعدل .

حدث عن النجاد [وابن قانع ] وعمر بن جعفر بن مسلم وغيرهم ، وتوفي في صفر هذه السنة .

3023 - الحسن بن أبي جعفر ، أستاذ هرمز ، يكنى أبا علي ، ويلقب عميد الجيوش

: [ ص: 79 ]

ولد سنة خمسين وثلاثمائة ، وكان أبوه من حجاب عضد الدولة ، وجعل ابنه أبا علي برسم خدمة ابنه صمصام الدولة ، فخدم صمصام الدولة وبهاء الدولة ، وولاه بهاء الدولة تدبير العراق فقدم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة والفتن كثيرة والذعار قد انتشروا فقتل ، وأغرق خلقا [كثيرا ] وأقام الهيبة ، ومنع أهل الكرخ يوم عاشوراء من النياحة وتعليق المسوح ، وأهل باب البصرة من زيارة [قبر ] مصعب ، وأعطى بعض غلمانه صينية فضة فيها دنانير ، وقال : [خذها على رأسك و ] سر من النجمي إلى الماصر الأعلى فإن اعترضك معترض ، فأعطه إياها واعرف الموضع الذي أخذت منك فيه ، فجاءه وقد انتصف الليل ، وقال : قد مشيت البلد جميعه فلم يلقني أحد . ودخل الرخجي على عميد الجيوش وأدخل سبعين مجلدة خزا ومنديلا كثيرا فيه مال ، وقال : مات نصراني من أهل مصر وخلف هذا وليس له وارث . فقال عميد الجيوش : من حكم الاستظهار أن يترك [هذا ] بحاله ، فإن حضر وارث وإلا أخذ ، فقال الرخجي :

يحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يبين الحال ، فقال : لا يجوز أن يدخل خزانة السلطان ما لا يصح استحقاقه . فكتب من بمصر باستحقاق تلك التركة فجاء أخو الميت وأوصل الكتاب من مصر بأنه أخو المتوفى ، فصادف عميد الجيوش واقفا على روشن داره يصلي الصبح فظنه نقيبا ، فدفع إليه الكتاب وسأله إيصاله إلى صاحب الخبر ، فقضى له حاجته فدخل صاحب الخبر إلى عميد الجيوش ضاحكا ، وقال : يا مولانا ، قد صرفت عنك اليوم نفعا ومرفقا فإن السوادي ، قال لي عند قضاء حاجته : بأي شيء أخدم [ ص: 80 ] النقيب الذي أوصل كتابي إليك ، فقلت : ويحك هذا عميد الجيوش ، فقال لي : هذا الذي تهابه ملوك الأطراف وكثر الدعاء له ، فلما كان بعد مدة ورد كتاب ابن القمي التاجر من مصر على عميد الجيوش يعرفه أن ذلك الرجل حضر في مجمع من التجار ، وحكى القصة فضج الناس بالدعاء وقالوا : ليتنا كنا في جواره وظله ، ففرح عميد الجيوش ، وقال : قد أحسن المكافأة ، بقي عميد الجيوش واليا على العراق ثماني سنين وسبعة أشهر وأحد عشر يوما وهو الذي يقول فيه الببغاء [كما ذكرنا في ترجمته ] .


سألت زماني بمن أستغيث فقال استغث بعميد الجيوش

[وتوفي في هذه السنة عن إحدى وخمسين سنة ، وتولى أبو الحسن الرضي بأمره ، ودفن بمقابر قريش ] .

3024 - الحسين بن المظفر بن أحمد بن عبد الله بن كنداج ، أبو عبد الله :

سمع إسماعيل بن محمد الصفار ، والخلدي ، وابن كامل القاضي ، روى عنه البرقاني ، وقال : ليس به بأس . كان من أولاد المحدثين [وكان يعرف ] . توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

3025 - خلف بن محمد بن علي بن حمدون ، أبو محمد الواسطي :

سمع الكثير ، ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في رحلته ، فسمع بجرجان [ ص: 81 ] ودخل بلاد خراسان وعاد إلى بغداد ، ثم خرج إلى الشام ودخل مصر وكتب الناس بانتخابه ، وخرج أطراف الصحيحين ، وكان له حفظ ومعرفة ، ونزل بعد ذلك ناحية الرملة فاشتغل بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات هناك ، روى عنه الأزهري .

3026 - عبيد الله بن أحمد بن الهذيل ، أبو أحمد الكاتب :

حدث عن إسماعيل الصفار ، روى عنه الخلال ، وكان ثقة . توفي في محرم هذه السنة ، ودفن وراء الجامع بمدينة المنصور .

3027 - عبيد الله بن عمر بن محمد ، أبو الفرج المصاحفي :

سمع أبا طاهر بن أبي هاشم المقرئ . وكان ثقة . توفي في شعبان هذه السنة . [ ص: 82 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية