الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثماني عشرة وأربعمائة

فمن الحوادث فيها :

أنه في آخر نهار الخميس العاشر من ربيع الآخر جاء برد كبار بنواحي قطربل والنعمانية والنيل ، وأثر في غلات هذه النواحي ، وقتل كثيرا من الوحش والغنم ، وقيل : إنه كان في البردة منه ما وزنه رطلان وأكثر .

وجاء في ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من هذا الشهر في مدينة السلام برد كبير ، كقدر البيض وأكبر ] بعد مطر متصل .

وورد الكتاب من واسط بأنه سقط من البرد ما كان وزن الواحدة منه أرطالا فهلكت الغلات ولم يصح منها إلا الأقل .

وفي ربيع الآخر : قصد الأصفهلارية والغلمان دار الخليفة ، وراسلوه بأنك أنت مالك الأمور ، وقد كنا عند وفاة الملك مشرف الدولة اخترنا جلال الدولة تقديرا منا أنه ينظر في أمورنا ، فأغفلنا فعدلنا إلى أبي كاليجار ظنا منه أنه يحقق ما يعدنا به ، فكنا على أقبح من الحالة الأولى ولا بد لنا من تدبير أمورنا ، فخرج الجواب بأنكم أبناء [ ص: 182 ] دولتنا ، وأول ما نأمركم به أن تكون كلمتكم واحدة ، وبعد فقد جرى الأمر من عقد الأمر لأبي طاهر ثم نقضه ثم ساعدناكم عليه ، وفيه قبح علينا وعليكم ، ثم عقدتم لأبي كاليجار عقدا لا يحسن حله من غير روية ولبني بويه في رقابنا عهود لا يجوز العدول عنها والوجه أن تدعونا [حتى ] نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده ، ثم كوتب أنك إن لم تتدارك الأمر خرج عن اليد ، ثم آل الأمر إن عادوا وسألوا التقدم بالخطبة لجلال الدولة أبي طاهر وأقيمت الخطبة له .

التالي السابق


الخدمات العلمية