فمن الحوادث فيها :
أنه لما سار مشرف الدولة مصعدا إلى بغداد روسل الخليفة القادر في البروز لتلقيه فتلقاه من الزلاقة ولم يكن تلقي أحدا من الملوك قبله ، وخرج في يوم الاثنتين لليلتين بقيتا من المحرم ، فركب في الطيار وعليه السواد والبردة ، ومن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر ، ومن جانبه الأيسر الأمير أبو القاسم ، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز ، وحوالي القبة المرتضى أبو القاسم الموسوي ، وأبو الحسن الزينبي ، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب ، وفي الزبازب المسودة من العباسيين والقضاة والقراء والفقهاء ، فنزل مشرف الدولة في زبزبة ومعه خواصه ، وصعدوا إلى الطيار وقد طرح أنجره ، فوقف فقبل الأرض دفعة ثانية ، وسأله الخليفة عن خبره وعرفه استيحاشه لبعده وأنسه الآن بقربه ، والعسكر واقف بأسره في شاطئ دجلة ، والعامة في الجانبين ، والسماريات ، وقام مشرف الدولة فنزل في زبزبة وأصعد الطيار .
[غدر خليفة بن هراج الكلابي بالقافلة الواردة معه ]
وفي يوم الجمعة لثلاث بقين من شعبان : غدر خليفة بن هراج الكلابي بالقافلة الواردة معه ، وفي خفارته من مصر ، وعدل بها إلى حلته ، فأناخ جمالها ، وأخذ أحمالها وصرف أربابها على أسوأ حال ، وكانت تشتمل على نيف وأربعين حملا بزا وثلاثين ألف دينار مغربية ، وعرف الخبر قرواش فركب في رمضان من الأنبار ، وتوجه نحوه فهزم قرواش وتمزقت العرب بالمال . [ ص: 159 ]
وفي هذه السنة : ورد كتاب من يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سبكتكين إلى القادر بالله يذكر له غزوة في بلاد الهند ، وأنه أوغل في بلادهم حتى جاء إلى قلعة عد فيها ستمائة صنم ، وقال : أتيت قلعة ليس لها في الدنيا نظير ، وما الظعن بقلعة تسع خمسمائة ألف إنسان ، وخمسمائة فيل ، وعشرين ألف دابة ، ويقوم لهذا العدد بما يكفيه من علوفة وطعام ، وأعان الله حتى طلبوا الأمان فآمنت ملكهم ، وأقررته على ولايته بخراج قرر عليه ، وأنفذ هدايا كثيرة وفيلة ، ومن الطرف الغريبة طائر على هيئة القمري ومن خاصته أنه إذا حضر على الخوان وكان في شيء مما قدم سم دمعت عينه ، وجرى منها ماء تحجر ، وحك ، فطلى بما يحك منه الجراحات ذوات الأفواه الواسعة ، فيحلمها فتقبلت هديته وانقلب العبد بنعمة من الله وفضله .
وفيها : وزر أبو القاسم المغربي لمؤيد الملك بعد الرخجي ، فقال رجل لكون الوزير كان مشغولا بالنحو :
ويل وعول وويه لدوله ابن بويه سياسة الملك ليست
ما جاء عن سيبويه


