الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

3173 - أحمد القادر بالله [أمير المؤمنين ابن إسحاق بن المقتدر :

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال: توفي القادر بالله في ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ودفن [ليلة] الثلاثاء بين المغرب والعشاء في دار الخلافة ، بعد أن صلى عليه ابنه القائم بأمر الله ظاهرا ، وعامة الناس وراءه ، وكبر عليه أربعا فلم يزل مذ توفي في الدار ، حتى نقل تابوته وحمل في الطيار ليلا إلى الرصافة ، فدفن بها في ليلة الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وكان مبلغ عمر القادر بالله ستا وثمانين سنة وعشرة أشهر وإحدى وعشرين يوما ، وكانت مدة خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر ، ولم يبلغ هذا القدر أحد في الخلافة غيره . [ ص: 221 ]

وقال غيره: جلسوا في عزائه سبعة أيام لمعنيين أحدهما تعظيم المصيبة ، والثاني لاجتماع العامة وإقامة الهيبة خوفا من فتنة الغلمان .

3174 - الحسن بن علي بن جعفر ، أبو علي بن ماكولا .

وزر لجلال الدولة أبي ظاهر ، وقتله غلام له بالأهواز في ذي الحجة من هذه السنة ، وكان عمره ستا وخمسين سنة .

3175 - طلحة بن علي بن الصقر ، أبو القاسم الكتاني:

سمع النجاد ، وأبا بكر الشافعي ، وكان ثقة صالحا يسكن درب الدجاج ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن بالشونيزية .

3176 - عبد الوهاب بن علي بن نصر أبو محمد المالكي:

كان فقيها على مذهب مالك ، وولي قضاء بادرايا وباكسايا ، وخرج من بغداد لإضافته ، فحصل له مال كثير من المغاربة ، ومات بها في شعبان وقال شعرا يتشوق فيه إلى بغداد :


سلام على بغداد في كل موقف وحق لها مني سلام مضاعف     فوالله ما فارقتها عن قلى لها
وإني بشطي جانبيها لعارف     ولكنها ضاقت علي بأسرها
ولم تكن الأرزاق فيها تساعف     فكانت كخل كنت أهوى دنوه
وأخلاقه تنأى به وتخالف

أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال: روى عبد الوهاب عن ابن شاهين ، وكتبت عنه ، وكان ثقة ولم نلق من المالكيين أحدا أفقه منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية