ومما أنكر وغيره على أحمد الجهمية نفي هذا اللفظ، وامتنع من الموافقة على نفيه، كما هو ممتنع عن إطلاق إثباته.
كذلك جرى في مناظرته لأبي عيسى برغوث وغيره من نفاة الصفات في مسألة القرآن، في محنته المشهورة، لما ألزمه بأن فأجابه القول بأن [ ص: 258 ] القرآن غير مخلوق مستلزم أن يكون الله جسما، بأنه لا يدري ما يريد القائل بهذا القول فلا يوافقه عليه، بل يعلم أنه أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. أحمد
وذلك أن أهل الكلام الذين تنازعوا في إثبات الجسم ونفيه، كالهشامية والكرامية ونحوهم ممن أثبته، وكالجهمية والمعتزلة ونحوهم ممن نفاه، قد يدخل كل منهم في ذلك ما يخالف النصوص، فمن المثبتة من يدخل في ذلك ما يجب تنزيه الله عنه من صفات النقص ومن مماثلته بالمخلوقات. والنفاة يدخلون في ذلك ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال.
ومن الحنابلة من يصرح بنفيه، كأبي الحسن التميمي وأهل بيته، وأتباعه، وغيرهم ممن سلك مسلك والقاضي أبي يعلى ابن كلاب في ذلك. ومنهم من يسلك مسلك والأشعري المعتزلة كابن عقيل، وصدقة بن الحسين، وغيرهم. وابن الجوزي،
والذين لا يثبتونه أو ينفونه يصرح كثير منهم بتكفير المجسمة، فمنهم من يقول: من قال: هو جسم فقد كفر، ومن قال: ليس بجسم فقد ابتدع. ومنهم من يصوب من قال: ليس بجسم، ويكفر من يقول بالتجسيم.