الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1979 1139 - (1978) - (1 \ 225) عن ابن عباس ، قال : دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة بنت الحارث ، فقالت : ألا نطعمكم من هدية أهدتها لنا أم عقيق ؟ قال : فجيء بضبين مشويين ، فتبرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له خالد : كأنك تقذره ؟ قال : "أجل " ، قالت : ألا أسقيكم من لبن أهدته لنا ؟ فقال : "بلى " ، قال : فجيء بإناء من لبن ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه ، وخالد عن شماله ، فقال لي : "الشربة لك ، وإن شئت آثرت بها خالدا " ، فقلت : ما كنت لأوثر بسؤرك علي أحدا . فقال : " من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه ; فإنه ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن " .

التالي السابق


* قوله : "أم عقيق " : في "الإصابة " : المعروف : أم حفيد - بالفاء - مصغر ، وفي بعض الروايات وقع بلفظ : أم عقيق - بعين مهملة بدل الحاء

[ ص: 314 ] المهملة وقاف في آخره بدل الدال - ، والله تعالى أعلم .

* "تقذره " : من قذره ; كسمع ونصر ; أي : تكرهه طبعا لا دينا .

* "فإنه ليس شيء " : تعليل لطلب الزيادة منه بأنه منتهى الخير الذي هو دافع للحاجة ، وهو المطلوب في الدنيا في نظر الأخيار دون اللذة .

* * *




الخدمات العلمية