الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ست وأربعمائة

[وقوع فتنة بين العوام ]

فمن الحوادث فيها :

أنه وقع في يوم الثلاثاء غرة المحرم فتنة بين العوام كان سببها أن أهل الكرخ جازوا بباب الشعير فتولع بهم أهله فاقتتلوا وتعدى القتال إلى القلائين ، فأنفذ فخر الملك الشريف المرتضى وغيره ، فأنكروا على أهل الكرخ ما يجري من سفهائهم ، واستقر الأمر على كفهم ، وشرط عليهم أن لا يعلقوا في عاشوراء مسوحا ولا يقيموا نوحا .

[وقوع الوباء في البصرة ]

وفي هذا الشهر : ورد الخبر بوقوع الوباء في البصرة حتى عجز الحفارون عن حفر القبور ، وأنه أظلت البلد سحابة في حزيران فأمطرت مطرا كثيرا .

[تقليد الشريف المرتضى الحج والمظالم ونقابة الطالبيين ]

وفي يوم السبت الثالث من صفر قلد الشريف المرتضى أبو القاسم الموسوي الحج والمظالم ونقابة نقباء الطالبيين ، وجميع ما كان لأخيه الرضي ، وجمع الناس لقراءة عهده في الدار الملكية وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء وكان [ ص: 112 ] في العهد ، هذا ما عاهد عبد الله أبو العباس أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزكية ، وقدمته لديه الأسباب القوية ، واستظل معه بأغصان الدوحة الكريمة ، واختص عنده بوسائل الحرمة الوكيدة ، فقلد الحج والنقابة ، وأمره بتقوى الله ، وذكر كلاما فيه طول من إيصائه بالخير واللطف فيما استرعى .

وفي آخر صفر ورد خبر الحاج بعد تأخره بهلاك الكثير منهم ، وكانوا عشرين ألفا فسلم ستة آلاف ، وأن الأمر اشتد بهم حتى شربوا أبوال الجمال وأكلوا لحومها .

وفي ذي القعدة ورد الحاج الخراسانية ، ووقف أمر الحاج لضيق الوقت ، وأنه لم يرتب مع العرب ما يقع إلى مثله سكون .

وفي هذه السنة : ورد الخبر أن محمودا غزا الهند وغره أدلاؤه [وأضلوه الطريق ] فحصل في مياه فاضت من البحر ، فغرق كثير ممن كان معه ، وخاض الماء بنفسه أياما ثم تخلص وعاد إلى خراسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية