الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                276 277 ص: وقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها - فيما كانت تفعل بثوب رسول الله - عليه السلام - الذي كان يصلي فيه إذا أصابه المني:

                                                حدثنا يونس، قال: ثنا يحيى بن حسان، قال: ثنا عبد الله بن المبارك وبشر بن المفضل ، عن عمرو بن ميمون ، عن سليمان بن يسار ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كنت أغسل المني من ثوب رسول الله - عليه السلام - فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء لفي ثوبه". .

                                                التالي السابق


                                                ش: لما ذكر فيما مضى أن هذه الآثار إنما جاءت في ثياب النوم ولم تأت في ثياب الصلاة بين هنا ما جاء من الآثار التي فيها ما كانت عائشة - رضي الله عنها - تفعل بثوب رسول الله - عليه السلام - إذا أصابه المني، وقد بينت عائشة - رضي الله عنها - ها هنا أنها كانت تغسل الثوب الذي كان يصلي فيه إذا أصابه المني، وتفرك من ثوبه الذي كان لا يصلي فيه، وفعلها هذا دل على نجاسة المني .

                                                ثم إسناد الحديث المذكور صحيح على شرط مسلم . وأخرجه الجماعة، فالبخاري : عن عبدان ، عن عبد الله بن المبارك ... إلى آخره نحوه سواء، غير أن في لفظه: "كنت أغسل الجنابة" موضع: "المني".

                                                [ ص: 448 ] ومسلم عن ابن أبي شيبة ، عن محمد بن بشر ، عن عمرو بن ميمون ، قال: سألت سليمان بن يسار عن المني يصيب [ثوب] الرجل أيغسله أم يغسل الثوب؟ فقال: أخبرتني عائشة أن رسول الله - عليه السلام - كان يغسل المني، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه"

                                                وأبو داود : عن النفيلي ، عن زهير .

                                                وعن محمد بن عبيد البصري ، عن سليم ، كلاهما عن عمرو بن ميمون ، قال: سمعت سليمان بن يسار يقول: سمعت عائشة تقول: إنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله - عليه السلام - قالت: ثم أراه فيه بقعة أو بقعا"

                                                والترمذي : عن ابن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عمرو بن ميمون ... إلى آخره، ولفظه: أنها غسلت منيا (من) ثوب رسول الله عليه السلام"

                                                والنسائي : عن سويد بن نصر ، عن عبد الله ، عن عمرو بن ميمون ... إلى آخره نحو رواية البخاري .

                                                وابن ماجه : عن ابن أبي شيبة ، عن عبدة بن سليمان ، عن عمرو بن ميمون ... إلى آخره نحو رواية مسلم .

                                                قوله: "وإن بقع الماء" جمع بقعة، والمراد منها: آثار الغسل التي في القماش، والجنابة المني.




                                                الخدمات العلمية