الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                343 ص: حدثنا روح ، قال: حدثنا ابن بكير، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب ، عن ( عبد الرحمن) بن الأسود ، قال: "وكان أبي يبعثني إلى عائشة - رضي الله عنها - قبل أن أحتلم، فلما احتلمت، جئت فناديت، فقلت: ما يوجب الغسل؟ قالت: إذا التقت المواسي" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وروح: هو ابن الفرج القطان

                                                وابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير

                                                والصقعب بن زهير بن عبد الله ، وثقه ابن حبان .

                                                وعبد الرحمن بن الأسود النخعي الكوفي وقد رأيت في نسخ عديدة عبد الله بن الأسود موضع عبد الرحمن ، وهو غلط أو تحريف، وأبوه: الأسود بن زيد صاحب عبد الله بن مسعود ، تابعي مشهور.

                                                وأخرجه محمد بن سعد في "الطبقات": أنا عارم بن الفضل ، ثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، قال: "بعثني أبي إلى عائشة أسألها سنة احتلمت فأتيتها، فناديتها من وراء الحجاب، فقالت: أفعلتها أي لكع؟ قلت: قال لك أبي: ما يوجب الغسل؟ قالت: إذا التقت المواسي" .

                                                وأخرجه أيضا الحافظ أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة في "تاريخه": ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا الصقعب .. إلى آخره نحوه.

                                                [ ص: 506 ] ورواه البخاري في "تاريخه": من وجه آخر: عن أبي نعيم ، عن العلاء بن زهير ، قال: حدثني عبد الرحمن بن الأسود ، قال: "كنت أدخل على عائشة - رضي الله عنها - بغير إذن وأنا غلام، حتى إذا احتلمت استأذنت ... " الحديث .

                                                قوله: "إذا التقت المواسي" كناية عن التقاء الختانين; لأن الختان يكون بالموسى، فذكرت المواسي وأرادت بها المواضع التي تختن بها، وهذه من أحسن الكلمات، حيث صدرت من امرأة عظيمة الشأن لشاب أول ما احتلم، وكلاهما بصدد الحياء والخجل، فخاطبته بما يفهمه من غير ذكر لما يستحى منه، ونظير ذلك من الكناية: ما جاء في حديث عمر - رضي الله عنه - "أن يقتلوا من جرت عليه المواسي" أراد به من نبتت عانته; لأن المواسي إنما تجري على من أنبت، والمواسي جمع موسى. قال الجوهري: الموسى: ما يحلق به، ذكره في باب وسي; ليدل على أن ميمه زائدة، يقال: أوسى رأسه أي حلق.




                                                الخدمات العلمية