الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( والكناية : نحو قوله لامرأته : قد فضحتيه ، وغطيت أو نكست رأسه ، وجعلت له قرونا ، أو علقت عليه أولادا من غيره ، وأفسدت فراشه ، أو يقول لمن يخاصمه : يا حلال بن الحلال . ما يعرفك الناس بالزنا ، يا عفيف ، أو يا فاجرة يا قحبة يا خبيثة ) . وكذا قوله " يا نظيف ، يا خنيث " بالنون . وذكره بعضهم بالباء . ذكره في الفروع . أو يقول لعربي " يا نبطي ، يا فارسي ، يا رومي " . أو يقول لأحدهم " يا عربي " أو " ما أنا بزان " أو " ما أمي بزانية " . أو يسمع رجلا يقذف رجلا فيقول " صدقت " أو " أخبرني فلان أنك زنيت " . أو " أشهدني فلان أنك زنيت " وكذبه الآخر . فهذا كناية . إن فسره بما يحتمله غير القذف : قبل قوله في أحد الوجهين . وهما روايتان . وهو المذهب ، صححه في المغني ، والشرح ، والتصحيح . وهو ظاهر كلام الخرقي ، واختاره أبو بكر ، وجزم به في الوجيز ، وغيره ، وقدمه في الخلاصة ، والمحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع . وعنه : يقبل قوله بقرينة ظاهرة [ ص: 216 ] وفي الآخر : جميعه صريح . اختاره القاضي وجماعة كثيرة من أصحابه . وذكره في التبصرة عن الخرقي . وأطلقها في الهداية ، والمذهب . وعنه : لا يحد إلا بنيته ، اختاره أبو بكر ، وغيره . وذكر في الانتصار رواية : أنه لا يحد إلا بالصريح ، واختار ابن عقيل : أن ألفاظ الكنايات مع دلالة الحال : صرائح .

فوائد الأولى : وكذا الحكم والخلاف لو سمع رجلا يقذف ، فقال " صدقت " كما تقدم . لكن لو زاد على ذلك فقال " صدقت فيما قلت " فقيل : حكمه حكم الأول ، قدمه في المحرر ، والرعاية الصغرى ، والحاوي الصغير . وقيل : يحد بكل حال ، وجزم به في الرعاية الكبرى . وأطلقهما في الفروع .

الثانية : القرينة هنا : ككناية الطلاق . قال في الفروع : ذكره جماعة . وقال في الترغيب : هو قذف بنية . ولا يحلف منكرها . وفي قيام قرينة مقام النية : ما تقدم . فيلزمه الحد باطنا بالنية . وفي لزوم إظهارها وجهان ، وأن على القول بأنه صريح : يقبل تأويله . وقال في الانتصار : لو قال " أحدكما زان " فقال أحدهما " أنا " فقال " لا " إنه قذف للآخر . [ ص: 217 ] وذكره في المفردات أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية