الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        116 - قوله تعالى :

                                                                                                                        يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر 11254 - أخبرنا محمد بن العلاء ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن البراء بن عازب ، قال : مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود ، فدعاهم فقال : هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ قالوا : نعم ، فدعا رجلا من علمائهم فقال : " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، [ ص: 98 ] أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " فقال : لا ، ولولا ما نشدتني لم أخبرك ، نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ، ولكنه ظهر في أشرافنا ، فكنا إذا أخذنا الرجل الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الرجل الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقلنا : تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع ، فاجتمعنا على التحمم والجلد ، وتركنا الرجم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه " فأمر به ، فرجم ، فأنزل الله عز وجل : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، إلى : وإن لم تؤتوه فاحذروا ، يقول : ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فإن أفتاكم بالتحمم والجلد فخذوه ، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا ، إلى قوله : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون ، في اليهود ، وإلى قوله : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الظالمون ، في اليهود ، إلى قوله : ومن لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الفاسقون ، قال : في الكفار - كلها - يعني الآية .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية