الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6634 6635 6636 6637 6638 6639 6640 ص: فإنه حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا بشر بن عمر ، ووهب بن جرير ، قالا: ثنا شعبة ، عن منصور ، عن الشعبي ، عن المقدام أبي كريمة ، قال: قال رسول الله -عليه السلام-: " ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ممن أصبح بفنائه، فإنه دين إن شاء اقتضاه وإن شاء تركه". .

                                                حدثنا بكار، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة. . ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا نصر بن مرزوق ، قال: ثنا الخصيب ، قال: ثنا وهيب ، عن منصور. . ... ، فذكر بإسناد مثله.

                                                حدثنا فهد، قال: ثنا عبد الله بن صالح، أن أبا طلحة حدثه عن أبي هريرة ، عن [ ص: 248 ] النبي -عليه السلام- قال: " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما؛ فله أن [يأخذ] بقدر قراه ولا حرج عليه". .

                                                حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال: ثنا عمي ، قال: ثنا معاوية بن صالح ، عن نعيم بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا أبو مسهر ، قال: حدثني يحيى بن حمزة ، عن الزبيدي ، عن مروان بن رؤبة ، أنه حدثه عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن المقدام بن معدي كرب ، أن رسول الله -عليه السلام- قال: " أيما رجل ضاف قوما، فلم يقروه كان له يعقبهم بمثل قراه". .

                                                حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا شعيب بن الليث ، قال: ثنا الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر، قال: "قلنا: يا رسول الله، إنك تبعثنا فنمر بقوم، قال: إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، وإن لم يفعلوا؛ فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي".

                                                فأوجب -عليه السلام- الضيافة في هذه الآثار، وجعلها دينا، وجعل للذي وجبت له أخذها كما يأخذ الدين، ثم نسخ [ذلك] .

                                                التالي السابق


                                                ش: الضمير في "فإنه" ضمير الشأن، والفاء للتفصيل والبيان، أعني بيان وجوب الضيافة على من ينزل به الضيف، وأورد فيه أحاديث عن المقدام وأبي هريرة وعقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنهم -.

                                                أما حديث المقدام: فأخرجه من أربع طرق صحاح:

                                                الأول: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن بشر بن عمر الزهراني ، ووهب بن جرير كلاهما، عن شعبة ، عن منصور بن المعتمر ، عن عامر الشعبي ، عن المقدام بن معدي كرب الكندي الصحابي، وكنيته أبو كريمة، وقيل: أبو يحيى .

                                                [ ص: 249 ] وأخرجه أبو داود: ثنا مسدد ، وخلف بن هشام المقرئ، قالا: ثنا أبو عوانة ، عن منصور ، عن عامر ، عن أبي كريمة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "ليلة الضيف حق على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين؛ فإن شاء اقتضى وإن شاء ترك".

                                                الثاني: عن بكار بن قتيبة ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن منصور ، عن الشعبي ... . إلى آخره.

                                                وأخرجه ابن ماجه: عن علي بن محمد ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن الشعبي ... . نحوه.

                                                الثالث: عن نصر بن مرزوق ، عن الخصيب بن ناصح الحارثي ، عن وهيب بن خالد ، عن منصور ، عن الشعبي .

                                                وأخرجه الطبراني في "معجمه": ثنا أحمد بن داود المكي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة ، عن منصور ، عن الشعبي ، عن أبي كريمة أنه سمع النبي -عليه السلام- يقول: "ليلة الضيف حق على كل مسلم، ومن أصبح الضيف بفنائه فهو له حق أو دين إن شاء اقتضاه وإن شاء تركه".

                                                الرابع: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، عن يحيى بن حمزة بن واقد ، عن محمد بن الوليد الزبيدي -بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف- عن مروان بن رؤبة التغلبي أبي الحصن الشامي الحمصي، وثقه ابن حبان ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي الحمصي قاضيها، وثقه ابن حبان .

                                                وأخرجه الطبراني: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، ثنا حيوة بن شريح، ثنا بقية بن الوليد ، عن الزبيدي (ح).

                                                [ ص: 250 ] وحدثنا طالب بن قرة الأذني ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا القاسم بن موسى ، عن محمد بن الوليد الزبيدي، حدثني مروان بن رؤبة ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن المقدام بن معدي كرب، قال: قال النبي -عليه السلام-: "أيما رجل أضاف قوما فلم يقروه فإن له أن يطلبهم بمثل قراه"، وفي لفظ: "فإن له أن يعاقبهم بمثل قراه".

                                                وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن فهد بن سليمان ، عن عبد الله بن صالح شيخ البخاري ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي طلحة نعيم بن زياد الأنماري الشامي، وثقه النسائي وابن حبان .

                                                الثاني: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري المعروف ببحشل شيخ مسلم ، عن عمه عبد الله بن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن نعيم بن زياد ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه ابن وهب في "مسنده".

                                                قوله: "قراه" القرى -بكسر القاف- من قريت الضيف قرى -مثل قليته قلى- وقراء: إذا أحسنت إليه، إذا كسرت القاف قصرت، وإذا فتحت مددت.

                                                وأما حديث عقبة بن عامر الجهني فأخرجه بإسناد صحيح: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن شعيب بن الليث ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني .

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: نا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر أنه قال: "قلنا: يا رسول الله، إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقروننا، فما ترى؟ فقال لنا رسول الله -عليه السلام-: إن نزلتم بقوم فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم".




                                                الخدمات العلمية