الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
333 - وروينا أن معاوية بن أبي سفيان حج في بعض [حجاته ] فابتنى بالأبطح مجلسا ، فجلس عليه ، ومعه زوجته ابنة قرظة بن عبد عمرو بن نوفل ، فإذا هو بجماعة على رحال لهم ، وإذا شاب قد رفع [عقيرته ] يغني :


وأنا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة [من ] بيت العرب     من يساجلني يساجل ماجدا
يملأ الدلو إلى عقد الكرب



فقال معاوية : من هذا ؟ فقالوا : فلان بن جعفر بن أبي طالب . قال : خلوا له الطريق فليذهب . ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني :


بينما يذكرنني أبصرنني عند      [قيد ] الميل يسعى بي [الأغر ]
قلن : تعرفن الفتى ؟ قلن : نعم     قد عرفناه ، وهل يخفى القمر ؟



قال : من هذا ؟ قالوا : عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة . قالوا : خلوا له الطريق فليذهب . ثم إذا هو بجماعة حول رجل يسألونه ، فبعضهم يقول : رميت قبل أن أحلق ، وبعضهم يقول : حلقت قبل أن أرمي ، يسألونه عن أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج . فقال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن عمر . فالتفت إلى زوجته ابنة قرظة فقال : هذا وأبيك الشرف ، [هذا ] والله [شرف ] الدنيا والآخرة .

[ ص: 267 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية