الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2403 - أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر ، ثنا محمد بن أبي دليم ، ثنا ابن وضاح ، ثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، ح وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي ، قال : حدثني أبي ثنا محمد بن فطيس ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن أبي دليم ، ثنا عمر بن أبي تمام ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قالوا أنا أبو ضمرة أنس بن عياض ، قال : سمعت هشام بن عروة ، يقول : " لما اتخذ عروة بن الزبير قصره بالعقيق قال له الناس : قد جفوت عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني رأيت مساجدكم لاهية وأسواقكم لاغية والفاحشة في فجاجكم عالية ، فكان فيما هنالك عما أنتم فيه عافية .

2404 - زاد أحمد بن سعيد في حديثه عن ابن أبي دليم ، عن ابن وضاح ، قال لي أبو الطاهر أحمد بن عمرو وسمعت غير أنس بن عياض يقول : عوتب عروة في ذلك فقال : ومن بقي ، إنما بقي شامت بنكبة أو حاسد على نعمة " .

2405 - وذكر الزبير بن أبي بكر هذا الخبر عن أنس بن عياض أبي ضمرة الليثي عن هشام بن عروة مثله سواء إلى قوله : عافية ، وزاد قال : وحدثني سعيد بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن [ ص: 1224 ] هشام بن عروة أن عروة بن الزبير قال في قصره بالعقيق حين فرغ من بنائه .


بنيناه فأحكمنا بناه بحمد الله في خير العقيق     تراهم ينظرون إليه شزرا
يلوح لهم على وضح الطريق ؟     فساء الكاشحين وكان غيظا
لأعدائي وسر به صديقي     يراه كل مختلف وسار
ومعتمر إلى البيت العتيق



2406 - قال الزبير : وأنشدني هذه الأبيات عمي مصعب بن عبد الله ، ومصعب بن عثمان ، ومحمد بن الحسن إلا البيت الأخير " .

2407 - قال الزبير : وحدثنا سعيد بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كان يقول : " يا بني تعلموا الشعر قال : وربما قال الأبيات ينشئها من عنده ثم يعرضها علينا " .

2408 - قال الزبير وحدثني محمد بن حسن ، عن سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله ، عن ابن أبي ربيعة ، " أنه مر بعروة بن الزبير وهو يبني قصره بالعقيق فقال له : أردت الهرب يا أبا عبد الله ؟ قال : لا ، ولكنه ذكر لي أنه سيصيبها عذاب يعني المدينة فقلت : إن أصابها شيء كنت منتحيا عنها " .

2409 - قال أبو عمر : " له أشعار كثيرة حسان ، رحمه الله ، منها قوله :


صار الأسافل بعد الذل أسنمة     وصارت الرؤوس بعد العز أذنابا
لم تبق مأثرة يعتدها رجل     إلا التكاثر أوراقا وأذهابا "

[ ص: 1225 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية