الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1322 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف وعبد الرحمن بن مروان قالا : نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو بكر بن البنا بمصر ، نا محمد بن محمد بن بدر الباهلي ، نا سليمان بن داود ابن أخي رشدين ، نا سعيد بن الجهم الجيزي قال :

" جمع عبد الرحمن بن شريح وعمرو بن الحارث الصف في المسجد ، فلما سلم الإمام قال ابن شريح لعمرو بن الحارث : يا أبا أمية ! ما تقول في رجل ورث مالا حلالا ، فأراد أن يخرج من جميعه إلى الله زهدا في الدنيا ورغبة فيما عنده ؟ قال : لا تفعل . قال ابن شريح : فقلت لعمرو : سبحان الله لا يفعل لا يزهد في الدنيا ؟ ! قال عمرو بن الحارث : ما أدب الله عز وجل به نبيه أفضل من ذلك ، قال الله [تبارك وتعالى ] : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) ولكن يقدم بعضا ويمسك بعضا " .

قال أبو عمر : هذه الآثار كلها إنما أوردناها ها هنا لئلا يظن ظان جاهل بما [يرى ] في هذا الباب [أن طلب المال ] من وجهه للكفاف والاستغناء عن [ ص: 724 ] الناس هو طلب الدنيا المكروهة الممنوع منه ، فإنه ليس كذلك ، رحم الله :

التالي السابق


الخدمات العلمية