الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1362 - حدثنا خلف بن القاسم ، نا محمد بن القاسم بن شعبان ، نا الحسن بن محمد بن الضحاك ، نا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني ، نا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده قال : أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام فقال : قتل [ ص: 741 ] مصعب بن عمير وكان خيرا مني ، فلم يوجد له إلا بردة يكفن فيها ، وقتل حمزة أو رجل آخر - قال إبراهيم : أنا أشك - وكان خيرا مني ، فلم يوجد له إلا بردة يكفن فيها ، ما أظننا إلا قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي .

فإن ظن ظان جاهل أن الاستكثار من الدنيا ليس به بأس أو غلب عليه الجهل فظن أن ذلك أفضل من طلب الكفاف منها ، وشبه عليه بقول الله [تعالى ] : ( ووجدك عائلا فأغنى ) فيما عدد[ه ] الله عز وجل [على ] النبي صلى الله عليه وسلم من نعمه عنده ، فإن ذلك ليس كما ظن ، وفي الآثار التي قدمنا ما يوضح [له ] أن الغنى ليس ما ذهب إليه واحتسبه ، بل هو غنى القلب ، فمن وضع الله الغنى في قلبه [فقد ] أغناه ، وكان [النبي ] صلى الله عليه وسلم أغنى عباد الله قلبا ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم بذلك آثار كثيرة تدل على ما قلنا منها ما .

التالي السابق


الخدمات العلمية