الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1427 - وذكر أبو يوسف يعقوب بن شيبة ، نا محمد بن حاتم بن ميمون قال : حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثني أبي ، عن ابن إسحاق قال : حدثني [يحيى بن عباد ] بن يعقوب بن إبراهيم بن سعد [عن عبد الله بن الزبير ] قال :

" أنا - والله - [مع ] عثمان [رضي الله عنه ] بالجحفة ومعه رهط من أهل الشام فيهم حبيب بن مسلمة الفهري ، إذ قال عثمان وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحج أن أتموا الحج وخلصوه في أشهر الحج ، فلو أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل ، فإن الله قد وسع في الخير ، فقال له علي [رضي الله عنه ] : عمدت إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورخصة رخص [الله عز وجل ] للعباد بها في كتابه تضيق عليهم فيها وتنهى عنها ، وكانت لذي الحاجة ولنائي الدار ، ثم أهل بعمرة وحجة معا ، فأقبل عثمان رضي الله عنه على الناس فقال : وهل نهيت عنها ؟ إني لم أنه عنها ، إنما كانت رأيا أشرت به ، فمن شاء أخذ به ، ومن شاء تركه . قال : فما أنسى قول رجل من أهل الشام مع حبيب بن مسلمة : انظر إلى هذا كيف يخالف أمير المؤمنين ، والله لو أمرني لضربت عنقه . قال : فرفع حبيب يده فضرب بها [في ] صدره ، وقال : اسكت ، فض الله فاك ؛ فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما يختلفون فيه " .

[ ص: 773 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية