الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1449 - ومن فصل لابن المقفع في " اليتيمة " [قال ] :

[ ص: 779 ] " ولعمري إن لقولهم : ليس الدين خصومة أصلا يثبت ، وصدقوا ، ما لدين بخصومة ، ولو كان خصومة لكان موكولا إلى الناس [يثبتونه ] بآرائهم وظنهم ، وكل موكول إلى الناس رهينة ضياع ، وما ينقم على أهل البدع إلا أنهم اتخذوا الدين رأيا ، وليس الرأي ثقة ولا حتما ، ولم [يجاوز ] الرأي منزلة الشك والظن إلا قريبا ، ولم يبلغ أن يكون يقينا ولا ثبتا ، ولستم سامعين أحدا يقول لأمر قد استيقنه وعلمه : أرى أنه كذا وكذا ، فلا أحد أشد استخفافا بدينه [ممن ] اتخذ رأيه ورأي الرجال دينا مفروضا " .

1450 - قال أبو عمر : إلى هذا المعنى - والله أعلم - أشار مصعب الزبيري في قوله :


فأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقيني



وهي أبيات كثيرة أنشدها مصعب ، ثم ذكر ابن أبي خيثمة أنه شعره ، وسنذكر الأبيات بتمامها في باب : ما تكره فيه المناظرة والجدال . في هذا الكتاب إن شاء الله ، ولا أعلم بين متقدمي هذه الأمة وسلفها خلافا أن الرأي ليس بعلم حقيقة ، وأفضل ما روي عنهم في الرأي أنهم قالوا :

التالي السابق


الخدمات العلمية