الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وعن حبل الحبلة ) رواه الشيخان ( هو ) بفتح الموحدة فيها وغلط من سكنهما جمع حابل وقيل مفرد ، وهاؤه للمبالغة ( نتاج النتاج ) بفتح أوله وكسره ، وهو الموجود في خط المصنف ، وعليه عرف الفقهاء ، وفي هذا تجوز من حيث إطلاق الحبل على البهائم مع أنه مختص بالآدميات ومن حيث إطلاق المصدر على اسم المفعول : أي المحبول ( بأن يبيع نتاج النتاج ) كما عليه أهل اللغة ( أو بثمن إلى نتاج النتاج ) كما فسره راويه ابن عمر رضي الله عنهما : أي إلى أن تلد هذه الدابة ويلد ولدها من نتجت الناقة بالبناء للمفعول لا غير ، [ ص: 449 ] ووجه البطلان ثم انعدام شروط البيع وهنا جهالة الأجل .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وغلط من سكنها ) ظاهره فيهما ( قوله وهاؤه للمبالغة ) وعليه فيفرق بين المفرد وجمعه بالهاء ( قوله : من نتجت الناقة إلخ ) قال بعضهم في هذا المقام أن نتج وإن كان في صورة المبني للمفعول لكنه في الحقيقة مبني للفاعل فنتجت الناقة كقولك : ولدت الناقة ، فالناقة فاعل ونتجت مبني للفاعل لكنه غير إلى صورة المبني للمفعول ا هـ . ويرده قولهم في باب النائب عن الفاعل : إن للعرب أفعالا التزموا مجيئها مبنية للمفعول ولم يذكروا لها فاعلا ، وعبارة شيخ مشايخنا الشنواني في حواشي الأزهرية [ ص: 449 ] نصها : وذهب قوم إلى أن المبني للمفعول أصل برأسه ، إذ لنا أفعال لم تبن قط لفاعل نحو جن وحم ا هـ .

                                                                                                                            وعبارة المرادي أيضا : وهذا من الأفعال التي التزم فيها حذف الفاعل وجاءت على صيغة المفعول نحو سر وجن وزكم ، وفي المختار : نتجت الناقة على ما لم يسم فاعله تنتج نتاجا ونتجها أهلها من باب ضرب ا هـ . هذا وفي المصباح والقاموس ما قد يخالفه فراجعهما ( قوله : ووجه البطلان ثم ) أي في قوله بأن يبيع نتاج إلخ ( قوله : وهنا جهالة ) أي في قوله أو بثمن إلى نتاج إلخ .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 448 ] قوله : كما فسره رواية ابن عمر ) في بعض النسخ : كما فسره راويه ابن عمر بهاء الضمير وبتقديم الألف على الواو وهي أصوب . قال الأذرعي : وإنما اختلف في تفسير الحديث ، فالأول تفسير أهل اللغة ، والثاني تفسير مالك والشافعي ، وهو الصحيح لأن ابن عمر راوي النهي قال : وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجذور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج التي في بطنها




                                                                                                                            الخدمات العلمية