الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6057 - أخبرنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي : " وإذا كان القصر في السفر والخوف رخصة من الله جل ثناؤه، كان كذلك القصر في السفر بلا خوف.

6058 - فمن قصر في الخوف والسفر قصر بكتاب الله، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

6059 - ومن قصر في سفر بلا خوف، قصر بنص السنة ".

6060 - وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله تعالى تصدق بها على عباده.

6061 - فإن قال قائل: فأين الدلالة على ما وصفت؟ قيل له أخبرنا مسلم، وعبد المجيد، عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي عمار، عن عبد الله، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب إنما قال الله: ( أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فقد أمن الناس، فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ".

6062 - قال الشافعي : فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن القصر في السفر بلا خوف صدقة من الله.

6063 - والصدقة رخصة لا حتم من الله أن يقصروا، ودل على أن يقصروا في السفر بلا خوف إن شاء المسافر فإن عائشة قالت: " كل ذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتم في السفر وقصر ".

[ ص: 253 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية