الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6314 - قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: الصواب نقيع بالنون.

6315 - قلت: هذا لا يخالف ما روي، عن الزهري ، " أن مصعب بن عمير حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جمع بهم وهم اثنا عشر رجلا "، فإنه إنما أراد به أنه أقام الجمعة بمعونة النفر الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحبتهم، أو على أثرهم وهم اثنا عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى منهم: أسعد بن زرارة، وذلك حين كتب من أسلم من أهل المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث إليهم رجلا من أصحابه يقرئهم القرآن، ويفقههم في الإسلام، ويؤمهم في صلاتهم فبعثه.

6316 - قال الزهري : وكان مصعب أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 320 ] 6317 - فالزهري أضاف الجمع إلى مصعب لكونه إماما في الجمعة، وكعب بن مالك أضافه إلى أسعد لنزول مصعب بالمدينة أولا في داره ونصرة أسعد إياه، وخروجه إلى دار الأنصار يدعوهم إلى الإسلام.

6318 - وذكر الزهري أنه جمع بهم وهم اثنا عشر رجلا، وهو يريد عدد النقباء الذين خرجوا إلى المدينة وكانوا له ظهرا، وذكر كعب أنه جمع بهم، وهم أربعون رجلا، وهو يريد جميع من صلى ممن أسلم من أهل المدينة مع النقباء.

6319 - هذا وقول كعب متصل، وقول الزهري منقطع، وبيان الجمعة مأخوذ من أفعالهم، فيجوز حيث أقاموها وبعدد من أقاموا بهم وبالله التوفيق.

التالي السابق


الخدمات العلمية