الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                518 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: نا عفان، قال: نا عبد الواحد بن زياد ، قال: ثنا أبو روق عطية بن الحارث ، قال: ثنا أبو الغريف عبيد الله بن خليفة ، عن صفوان بن عسال، " قال بعثني رسول الله - عليه السلام - في سرية، فقال: للمسافر ثلاث وللمقيم يوم وليلة مسحا على الخفين". .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا هو الطريق الخامس، وهو جيد لا بأس به، وعفان هو ابن مسلم البصري، روى له الجماعة.

                                                وعبد الواحد بن زياد أبو عبيدة البصري روى له الجماعة.

                                                وأبو روق الهمداني اسمه عطية بن الحارث، قال أبو حاتم: صدوق، ووثقه ابن حبان، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه .

                                                [ ص: 165 ] وأبو الغريف -بفتح الغين المعجمة وكسر الراء وفي آخره فاء- اسمه عبيد الله بن خليفة، تكلموا فيه، ولكن ابن حبان وثقه.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده" : نا يونس وعفان، قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد ... إلى آخره نحوه، وفيه: "اغزوا بسم الله، لا تغلو الأولى تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا".

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير" : نا علي بن عبد العزيز، نا محمد بن عبد الله الرقاشي، نا عبد الواحد بن زياد، نا أبو روق ... إلى آخره.

                                                ولفظه: "بعثني رسول الله - عليه السلام - في سرية فقال: اغزوا بسم الله في سبيل الله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة يمسح على الخفين".

                                                قوله: "في سرية" وهي قطعة من الجيش، يقال: خير السرايا أربعمائة رجل، وأصله من سرا يسرو، وسري -بالكسر- يسرى سروا فيهما.، وسرو يسرو سراوة أي صار سريا.

                                                قوله: "لا تغلوا" من غل في المغنم غلولا، أي: خان، وأغل مثله.

                                                "ولا تغدروا" من الغدر وهو الخيانة، قال الجوهري: هو ترك الوفاء، وقد غدر به فهو غادر، وغدر أيضا.

                                                "ولا تمثلوا" من مثل بالقتيل جدعه، ومثل به يمثل مثلا أي: شكل به، والاسم: المثلة بالضم.

                                                و"الوليد": الصبي.

                                                قوله: "مسحا على الخفين" منصوب بفعل محذوف، أي: يمسح مسحا، هذا إذا قرئ "مسحا" على المصدر، وأما إذ قرئت "مسحا" على لفظ التثنية في الماضي تكون

                                                [ ص: 166 ] حالا بتقدير "قد" والتقدير: [1\ق136-أ] للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوم، حال كونهما قد مسحا على خفيهما.




                                                الخدمات العلمية