423 ص: وقد فرق قوم بين لحوم الغنم ولحوم الإبل، فأوجبوا في أكل لحوم الإبل الوضوء ولم يوجبوا ذلك في لحوم الغنم.

التالي السابق

الشرح

ش: أَرَادَ بِالْقَوْمِ هَؤُلَاءِ: أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَيْحِي بْنَ يَحْيَى وَآخَرِينَ.

وَفِي "الْمُغْنِي": أَكْلُ لَحْمِ الْإِبِلِ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، نِيًّا وَمَطْبُوخًا وَ (مَشْوِيًّا) عَالِمًا كَانَ أَوْ جَاهِلًا، وَبِهَذَا قَالَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ .

وَقَالَ الْخَطَابِيُّ: ذَهَبَ إِلَى هَذَا عَامَّةُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي "الْمُحَلَّى" : وَأَكْلُ لُحُومِ الْإِبِلِ عَمْدًا -يَعْنِي يَنْقُضُ الْوُضُوءَ- نِيَّةً وَمَطْبُوخَةً وَمَشْوِيَّةً، وَهُوَ يَدْرِي أَنَّهُ جَمَلٌ أَوْ نَاقَةٌ. وَلَا يُنْتَقَضُ الْوُضُوءُ بِأَكْلِ شُحُومِهَا مَحْضَةً، وَلَا أَكْلِ شَيْءٍ مِنْهَا غَيْرِ لَحْمِهَا، فَإِنْ كَانَ يَقَعُ عَلَى بُطُونِهَا وَرُءُوسِهَا وَأَرْجُلِهَا اسْمُ لَحْمٍ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ نَقْضَ أَكْلُهَا الْوُضُوءَ وَإِلَّا فَلَا، وَلَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ كُلُّ شَيْءٍ مَسَّتْهُ النَّارُ غَيْرَ ذَلِكَ، وَبِهَذَا يَقُولُ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ،

[ ص: 57 ] وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ .

ش: أراد بالقوم هؤلاء: أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحي بن يحيى وآخرين.

وفي "المغني": أكل لحم الإبل ينقض الوضوء على كل حال، نيا ومطبوخا و (مشويا) عالما كان أو جاهلا، وبهذا قال جابر بن سمرة ، ومحمد بن إسحاق ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو خيثمة ، ويحيى بن يحيى ، وابن المنذر .

وقال الخطابي: ذهب إلى هذا عامة أصحاب الحديث.

وقال ابن حزم في "المحلى" : وأكل لحوم الإبل عمدا -يعني ينقض الوضوء- نية ومطبوخة ومشوية، وهو يدري أنه جمل أو ناقة. ولا ينتقض الوضوء بأكل شحومها محضة، ولا أكل شيء منها غير لحمها، فإن كان يقع على بطونها ورءوسها وأرجلها اسم لحم عند العرب؛ نقض أكلها الوضوء وإلا فلا، ولا ينقض الوضوء كل شيء مسته النار غير ذلك، وبهذا يقول أبو موسى الأشعري وجابر بن سمرة،

[ ص: 57 ] ومن الفقهاء: أبو خيثمة زهير بن حرب ، ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه .