الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان بن مظعون ومر بجنازته ذهبت ولم تلبس منها بشيء [ ص: 134 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 134 ] 572 574 - ( مالك ، عن أبي النضر ) سالم بن أبي أمية ( مولى عمر بن عبيد الله ) بضم العينين ، القرشي ( أنه قال ) وصله ابن عبد البر من طريق يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، عن عائشة ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مات عثمان بن مظعون ) بالظاء المعجمة ابن حبيب بن وهب بن حذافة القرشي الجمحي ، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى . وروى ابن شاهين والبيهقي عنه قلت : " يا رسول الله إني رجل تشق علي الغربة في المغازي فتأذن لي في الخصاء فأختصي ، فقال : لا ولكن عليك يا ابن مظعون بالصوم " . وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص : " رد النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا " . توفي بعد شهوده بدرا في السنة الثانية من الهجرة ، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين ، وأول من دفن منهم بالبقيع ( ومر بجنازته ) عليه ( ذهبت ولم تلبس ) بحذف إحدى التاءين ، ولابن وضاح : تتلبس بتاءين ( منها ) أي الدنيا ( بشيء ) كثير ; لأنه تلبس بشيء منها لا محالة ، وفيه مدح الزهد في الدنيا ، وذم الاستكثار منها ، والثناء على المرء بما فيه . وروى الترمذي عن عائشة : " قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي وعيناه تذرفان ، فلما توفي ابنه إبراهيم قال : الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون " .




                                                                                                          الخدمات العلمية