[ 8727 ] أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي ، قال : أخبرنا أبو الحسن الكارزي ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد : من حديث ابن الحنفية في قوله : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) . قال : هي مسجلة للبر والفاجر ، قوله : " مسجلة " يعني : مرسلة لم يشرط فيها برا دون فاجر ، يقول : فالإحسان إلى كل واحد جزاؤه الإحسان ، وإن كان الذي يصطنع إليه فاجرا .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يدل على ذلك .
قال أبو عبيد : سمعت إسماعيل ، يحدث ، عن أيوب ، قال : نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط ، فقال : " من آوى هذا العبد المصاب ؟ " ، فقالوا : فاتك أو خريم بن فاتك ، فقال : " اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب " .
قال أبو عبيد : وحدثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله عز وجل : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .
[ ص: 396 ]
قال : " لم يكن الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من المشركين .
قال أبو عبيد : فأرى أن الله قد أثنى على من أحسن إلى أسير المشركين . فحمل أبو عبيد هذا على ابتداء الإحسان إلى كل واحد .


