الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 8727 ] أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي ، قال : أخبرنا أبو الحسن الكارزي ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد : من حديث ابن الحنفية في قوله : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) . قال : هي مسجلة للبر والفاجر ، قوله : " مسجلة " يعني : مرسلة لم يشرط فيها برا دون فاجر ، يقول : فالإحسان إلى كل واحد جزاؤه الإحسان ، وإن كان الذي يصطنع إليه فاجرا .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يدل على ذلك .

قال أبو عبيد : سمعت إسماعيل ، يحدث ، عن أيوب ، قال : نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط ، فقال : " من آوى هذا العبد المصاب ؟ " ، فقالوا : فاتك أو خريم بن فاتك ، فقال : " اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب " .

قال أبو عبيد : وحدثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله عز وجل : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .

[ ص: 396 ]

قال : " لم يكن الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من المشركين .

قال أبو عبيد : فأرى أن الله قد أثنى على من أحسن إلى أسير المشركين . فحمل أبو عبيد هذا على ابتداء الإحسان إلى كل واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية