الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس رضي الله عنه، أن أبا بكر رضي الله عنه، لما استخلف بعثه إلى البحرين، وكتب له هذا الكتاب وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر".

حدثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسا رضي الله عنه، يقول: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما كأني أنظر إلى بياضه في يده، ونقشه: محمد رسول الله".

حدثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه، قال: اصطنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما فقال: "إنا اتخذنا خاتما ونقشنا عليه نقشا، فلا ينقش عليه أحد".

حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن عبد العزيز عن صهيب، عن أنس رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما ونقشه محمد رسول الله".

حدثنا محمد بن سلام، ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما فيه محمد رسول الله، وقال: "لا ينقش أحد نقش خاتمي".

حدثنا محمد بن بشر، ثنا عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "كان في خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد رسول الله".

قال الإمام أبو عبد الله رحمه الله: وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، وقرأه ترجمان قيصر على قيصر وأصحابه، ولا نشك في قراءة الكفار وأهل الكتاب أنها أعمالهم، وأما المقروء فهو كلام الله العزيز المنان ليس بمخلوق، فمن حلف بأصوات قصير أو بنداء المشركين الذين يقرون بالله لم يكن عليه يمين دون الحلف بالله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحلفوا بغير الله"، وليس لأحد أن يحلف بالخواتيم والدراهم البيض وألواح الصبيان التي يكتبونها، ثم يمحونها مرة بعد مرة، وإن حلف فلا يمين عليه، لقول الله عز وجل: ( فلا تجعلوا لله أندادا ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية