الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
حدثنا محمد، أخبرنا عبد الله، عن حيوة بن شريح، حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني، أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي، حدثه أنه دخل المدينة، فإذا أبو هريرة رضي الله عنه، فقال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة يقول للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان قارئ، وقد قيل ذلك".

قال أبو عثمان، أخبرني العلاء بن حكيم، قال معاوية: صدق الله ورسوله: ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ) ، إلى: ( وباطل ما كانوا يعملون )

قال أبو عبد الله: "ومما يقوي قول الشعبي في بيع المصاحف - أنه إنما يبيع عمل يديه - قول زياد بن لبيد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب؟".

حدثنا ابن عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير، حدثني عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال: "هذا أوان يرفع العلم"، [ ص: 80 ] فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: يا رسول الله، كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة"، ثم ذكر له ضلال اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله، فلقيت شداد بن أوس بحديث عوف فقال: "ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟" قلت: بلى، قال: "الخشوع حتى لا ترى خاشعا"

حدثني يحيى بن بكير، حدثنا الليث بهذا.

حدثنا خطاب بن عثمان، حدثنا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، فقال زياد: كيف يرفع العلم وفينا كتاب الله، وقد علمنا أبناءنا ونساءنا؟.

التالي السابق


الخدمات العلمية