الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال: حدثني أبو عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس [ ص: 55 ] فيعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله تبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: أدعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قلت: بلى، قال: تقول الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال: تقول إذا أقيمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ما رأيت، فقال: "إن هذا رؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فيؤذن به، فإنه أندى منك صوتا". فقمت مع بلال فجعلت ألقي عليه ويؤذن، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته، فخرج يجرر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل الذي رأى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلله الحمد".

حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن زيد، قال: فأرى عبد الله بن زيد فخرج عبد الله، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال: "فاخرج مع بلال فألقها عليه، وليناد بلال فإنه أندى منك صوتا". قال: فخرجت [ ص: 56 ] مع بلال إلى المسجد، فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي، فسمع عمر الصوت فخرج، فقال: يا رسول الله، والله لقد رأيت مثل الذي رأى.

التالي السابق


الخدمات العلمية