حدثنا عبد الله، ثنا [ ص: 104 ] حدثني الليث، عقيل، ويونس، عن أخبرني الزهري، أن عبيد الله بن عتبة، رضي الله عنهما أخبره عبد الله بن عباس كسرى، فأمره أن يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى خرقه، فحسبت أن قال: "فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق". سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا بكتاب إلى
حدثنا حدثني عبد الله بن يوسف، عن الليث، عقيل، عن بهذا. ابن شهاب
حدثنا حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، يونس، عن قال: أخبرني ابن شهاب، أن عبيد الله رضي الله عنهما أخبره ابن عباس كسرى، نحوه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى
حدثنا ثنا يعقوب بن حميد، إبراهيم، عن صبيح، عن عن ابن شهاب، أن عبيد الله، رضي الله عنهما أخبره ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث كتابا إلى كسرى نحوه.
قال ورواه أبو عبد الله: نحوه. قال الإمام ابن أخي ابن شهاب رحمة الله عليه: فإن احتج محتج، فقال: قد روي أن أبو عبد الله فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، قيل له: لو صح هذا الخبر لم يكن لك فيه حجة لأنه قال: كلام الله ولم يقل قول العباد من المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب الذين يقرؤون: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهذا واضح بين عند من كان عنده أدنى معرفة أن القراءة غير المقروء، وليس لكلام الفجرة وغيرهم فضل على كلام غيرهم، كفضل الخالق على المخلوق، وتبارك ربنا وتعالى وعز وجل عن صفة المخلوقين.
وإن قال قائل: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه"، قيل له: أليس القرآن خرج منه؟ فخروجه منه ليس كخروجه منك إن كنت تفهم، مع أن هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه. فإن قال: فإن لم يكن الذي يتكلم به العبد قرآنا لم تجز صلاته، قيل له: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة إلا بقراءة".
وقال رضي الله عنه: أبو الدرداء سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: "نعم". قال الإمام "القراءة هي التلاوة، والتلاوة غير المتلو". أبو عبد الله:
وقد بينه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبو هريرة الحمد لله رب العالمين ) فيقول الله: حمدني عبدي، يقول العبد: ( الرحمن الرحيم ) ، يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، يقول العبد: ( مالك يوم الدين ) ، يقول الله: مجدني عبدي، يقول العبد: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، يقول الله: هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل". "اقرؤوا إن شئتم [ ص: 105 ] يقول العبد: (
قال الإمام "فبين أن سؤال العبد غير ما يعطيه الله للعبد، وأن قول العبد غير كلام الله، هذا من العبد الدعاء والتضرع، ومن الله الأمر والإجابة". أبو عبد الله:
وحدثني عبد الله بن محمد، ثنا ثنا بشر بن السري، معاوية، عن عن أبي الزاهرية، قال: سمعت كثير بن مرة الحضرمي، رضي الله عنه، يقول: أبا الدرداء سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: "نعم"، فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: فالقراءة لا تكون إلا من الناس، وقد تكلم الله بالقرآن من قبل وكلامه قبل خلقه". "اقرؤوا إن شئتم:
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت". فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الصلاة أطول من بعض وأخف، وأن بعضهم يزيد على بعض في القراءة، وبعضهم ينقص، وليس في القراءة زيادة ولا نقصان، فأما التلاوة فإنهم يتفاضلون في الكثرة والقلة والزيادة والنقصان، وقد يقال: فلان حسن القراءة ورديء القراءة، ولا يقال: حسن القرآن ورديء القرآن، وإنما نسب إلى العباد القراءة لا القرآن، لأن القرآن كلام الرب جل ذكره، والقراءة فعل العبد، ولا يخفى معرفة هذا القدر إلا على من أعمى الله قلبه، ولم يوفقه ولم يهده سبيل الرشاد. وليس لأحد أن يشرع في أمر الله عز وجل بغير علم، كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا، وألفاظنا به شيء واحد، والتلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، فقيل له: إن التلاوة فعل التالي، وعمل القارئ، فرجع وقال: ظننتهما مصدرين، فقيل له: هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك، ولو بعثت إلى من كتب عنك فاسترددت ما أثبت وضربت عليه، فزعم أن كيف يمكن هذا، وقد قلت ومضى؟ فقيل له: كيف جاز لك أن تقول في الله عز وجل شيئا لا يقوم به شرح وبيان إذا لم تميز بين التلاوة والمتلو؟ فسكت إذ لم يكن عنده جواب".
قال الإمام قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة بالجهر رحمه الله: فإن اعترض جاهل لا يترفع بقوله فقال: إن النبي [ ص: 106 ] صلى الله عليه وسلم لما قال: أبو عبد الله "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب"، دل أن القراءة في الصلاة، قيل له: إنك قد أغفلت الأخبار المفسرة المستفيضة عند أهل الحجاز، وأهل العراق، وأهل الشام، وأهل الأمصار، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأوضح أن قراءة القارئ وتلاوته غير المقروء والمتلو، وإنما المتلو فاتحة الكتاب لا اختلاف فيه بين أهل العلم. وإن لم يعلم هذا المعترض اللغة فليسأل أهل العلم من أصناف الناس، كما قال الله عز وجل: ( "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، يهدي إلى الرشد ) إن فقه وفهم، فما تحملنا على كثرة الإيضاح والشرح إلا معرفتنا بعجمة كثير من الناس، ولا قوة إلا بالله.
وقال "إنما أهلكتهم العجمة". وقد فسره لنا الحسن البصري: علي بن عبد الله.
ثنا سفيان، ثنا عن الزهري، عن محمود بن الربيع، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عبادة بن الصامت "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
حدثنا ثنا حجاج بن منهال، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، رضي الله عنه، عبادة بن الصامت وحدثنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". ثنا عبد الله بن صالح، مثله. الليث
حدثنا إسحاق، ثنا ثنا أبي، عن يعقوب بن إبراهيم، صالح، عن أن ابن شهاب، الذي مج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه من بئرهم، أخبره أن محمود بن الربيع رضي الله عنه، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عبادة بن الصامت "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".