بيان آخر يدل على أن الله تعالى إذا أراد أن يحدث أمرا سمعه حملة العرش ثم يسمعه أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا
قال الله عز وجل : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق )
858 - أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا عباس بن محمد الدوري ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، حدثني علي بن حسين ، أن عبد الله بن عباس ، قال :
أخبرني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم بينا هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وأخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، وأحمد بن محمد بن [ ص: 285 ] زياد ، قالا : ثنا إبراهيم بن هانئ ، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس ح وأخبرنا خيثمة ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، قالا : ثنا الأوزاعي ، حدثني ابن شهاب ، عن علي بن الحسين ، عن عبد الله بن عباس ، قال : حدثني رجال من الأنصار ، أنهم بينا هم جلوس ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كنتم تقولون في الجاهلية إذ رمي بمثل هذا ؟ ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، كنا نقول : ولد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل عظيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها لم ترم لموت أحد ولا لحياته ، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبحت حملة العرش ، ثم سبحه أهل السماء الذين يلونهم ، حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ، ثم يقول الذين يلون حملة العرش ، ماذا قال ربكم ؟ فيستخبر أهل السماوات بعضهم بعضا ، حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ، فيخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم ويرمون ، فما جاؤ على وجهه فهو الحق ، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون .
رواه جماعة عن الأوزاعي ، ورواه عن الزهري الزبيدي ، ويونس ، وعقيل ، ومعمر .


