الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
174 - باب الرخصة في لبس الخز .

586 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا عثمان بن محمد الأنماطي ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، وحدثنا أبو داود قال : وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن الرازي ، ثنا أبي قال : أخبرني أبي عبد الله بن سعد ، عن أبيه سعد قال : رأيت رجلا ببخارى على بغلة بيضاء عليه عمامة خز سوداء ، فقال : " كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم " . لفظ حديث عثمان ، وروينا في حديث الخز ، عن سعد بن أبي وقاص ، وجابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري ، وابن عباس ، وأبي موسى ، وعمران بن حصين ، وأبي قتادة ، وأبي هريرة ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن الزبير ، وعن عائشة في كسوتها ابن الزبير مطرف خز وقال أبو داود : روي عن عشرين نفسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل أو أكثر أنهم لبسوا الخز . وأما الذي روي عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " لا تلبسوا الخز ولا النمار " ، وما روي عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم " ليكونن في أمتي قوم يستحلون الخز والحرير والخمر والمعازف " [ ص: 198 ] فيحتمل أن يكون كره زي العجم في مراكبهم وملابسهم ، وأحب القصد فيهما ، واستحق الوعيد في حديث الأشعري لجمعه بين ما يكره وما يحرم ولو كان ذلك في الخز على التحريم ، لما اجتمع أصحابه على لبسه بعده والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية