الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
441 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يورد ممرض على مصح " . وروي من وجه آخر عن أبي هريرة أنه قيل : يا رسول الله ولم ذاك ؟ قال : " لأنه أذى " . فنهى عن ذلك لما في إيراده عليه من التأذي بالاختلاط الذي قد يجعله الله سببا لجرب بعير ، ويحتمل والله أعلم أنه إنما نهى عن ذلك لما يقع في قلب المصح أنه مرض بعيره لإيراد الممرض عليه بعيره فيكون فتنة عليه فأمر باجتنابه والمباعدة عنه ، وقوله : لا صفر ، فقد قيل : هو حبة تكون في البطن تصيب الماشية والناس ، وهي أعدى من الجرب وقيل : هو تأخيرهم المحرم إلى صفر في تحريمه ، وقوله : لا هام ، فإن العرب كانت تقول : إن عظام الموتى تصير هامة فتطير فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من قولهم . [ ص: 146 ] وأما الذي روي في حديث عمرو بن الشريد ، عن أبيه أنه قال : كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم " أنا قد بايعناك فارجع " . وفي حديث أبي هريرة مرفوعا : " فر من المجذوم فرارك من الأسد " . فإنما هو لما في مخالطته من الأذى الذي ذكرناه في إيراد الممرض على المصح ، أو الفتنة التي أشرنا إليها فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية