باب في بيان استواء الله عز وجل على العرش
قال الله عز وجل الرحمن على العرش استوى وقال في آية [ ص: 82 ] أخرى وسع كرسيه السماوات والأرض . وقال: العلي العظيم . وقال سبح اسم ربك الأعلى .
40 - وروي أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اجعلوها في سجودكم ".
قال أهل السنة: الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه، ومن الدليل على ذلك: أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم، ويدعونه ويرفعون إليه أبصارهم .
وقال عز وجل: وهو القاهر فوق عباده . وقال عز وجل: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا [ ص: 83 ] والدليل على ذلك الآيات التي فيها ذكر إنزال الوحي.
فصل في بيان أن العرش فوق السماوات وأن الله عز وجل فوق العرش
41 - أخبرنا ، أنا والدي أبو عمرو عبد الوهاب أبو عبد الله ، أنا أحمد بن [ ص: 84 ] إسحاق بن أيوب ، نا موسى بن الحسن بن عباد ، نا ، نا عبد الله بن مسلمة القعنبي المغيرة بن عبد الرحمن ، عن ، عن أبي الزناد عن الأعرج - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة " لما قضى الله عز وجل الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي ".
42 - أخبرنا ، أنا أبو عمرو ، أنا والدي العباس بن محمد بن معاذ ، نا حامد بن محمود ، نا عبد الله بن عبد الرحمن الدشتكي ، قال أبو عبد الله:
وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، نا يعقوب بن يوسف القزويني واللفظ له. قال أبو عبد الله:
وأخبرنا عمرو بن محمد بن إبراهيم ، نا عبد الله بن محمد بن النعمان ، نا قالوا: نا محمد بن سعيد بن سابق ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس - رضي الله عنه - قال: عباس بن عبد المطلب البطحاء في عصابة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس إذ مرت سحابة فنظروا إليها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: نعم. هذه السحابة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمزن. قالوا: والمزن. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والعنان. قالوا: والعنان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كم بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: والله ما ندري. قال: فإن بعد ما بينهما إما واحد، وإما اثنان، وإما ثلاثة وسبعون سنة. والسماء الثانية فوقها، كذلك حتى عد سبع سماوات ثم قال: وما فوق السماء السابعة بحر أعلاه وأسفله ما بين [ ص: 85 ] سماء إلى سماء. ثم فوق ذلك ثمانية أو عال ما بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء. ثم فوق ظهورهن العرش، بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء. والله فوق ذلك. كنت جالسا في
43 - أخبرنا ، أنا أبو عمرو ، نا والدي أبو بكر بن إسحاق النيسابوري ، نا إبراهيم بن يوسف بن خالد ، نا ، نا أحمد بن عمرو عبد الله بن وهب المصري ، أخبرني ، عن أبو هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: عبد الله بن عمرو كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وعرشه على الماء .
44 - وأخبرنا ، أنا أبو عمرو ، أنا والدي أحمد بن إسحاق ، نا بشر بن موسى ، نا ، نا معاوية بن عمرو الأزدي ، عن أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز قال: عمران بن حصين بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا: قد بشرتنا فأعطنا. فجاءه نفر من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل [ ص: 86 ] اليمن إذ لم يقبلها إخوانكم بنو تميم. قالوا: يا رسول الله: أتيناك لنتفقه في الدين ونسألك عن بدو هذا الأمر كيف كان؟ فقال: كان الله عز وجل ولم يكن شيء غيره . وكان عرشه على الماء. أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعقلت ناقتي بالباب. ثم دخلت فأتاه نفر من
[ ص: 87 ]