فصل
71 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ببغداد أنا أبو عبد الله الحسين بن عمرو بن برهان ، نا جعفر بن محمد الخلدي ، نا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ، نا ، نا سهل بن بكار عبد السلام ، عن عبيدة الهجيمي قال: قال أبو جري جابر بن سليم: ركبت قعودا لي وأتيت مكة في طلبه فأنخت بباب المسجد، فإذا هو جالس - صلى الله عليه وسلم - وهو محتبئ ببردة لها طرائق حمر. فقلت: السلام عليك يا رسول الله. قال: " وعليك ". قلت: إنا معشر أهل البادية قوم منا الجفاء، فعلمني كلمات ينفعني الله بهن. قال: " ادن " ثلاثا فقال: " أعد علي ". فقلت: إنا معشر أهل البادية قوم منا الجفاء، فعلمني كلمات ينفعني الله عز وجل بهن: فقال: " اتق الله ولا تحقرن من المعروف أو الخير [ ص: 123 ] شيئا. ولو أن تصب فضل دلوك في إناء المستسقي، وإذا لقيت أخاك المسلم فالقه بوجه منبسط. وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة، وإن الله لا يحب المختال. وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه، فإن الله عز وجل يجعله لك أجرا، ويجعله عليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله عز وجل ".
فقال أبو جري: فوالذي ذهب بنفس محمد - صلى الله عليه وسلم - ما سببت لي شاة، ولا بعيرا.
72 - قال رجل: يا رسول الله ذكرت إسبال الإزار قد يكون بالرجل القرح، أو الشيء يستحيي منه، قال: " لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما، فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، وهو يتجلجل بين الأرضين، فاحذروا وقائع الله عز وجل " .
أخبرنا أبو بكر الصابوني ، أنا والدي قال: ويثبت أصحاب الحديث إسماعيل الصابوني بل يثبتون له ما أثبته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله عز وجل، [ ص: 124 ] وكذلك يثبتون ما أنزله عز اسمه في كتابه من ذكر المجيء، والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل، ولا تكييف، هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة . وقوله عز اسمه: وجاء ربك والملك صفا صفا .
أخبرنا أبو بكر ، أنا ، أنا والدي أبو بكر بن زكريا الشيباني قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت ، حمدان السلمي وأبا داود الخفاف ، يقولان: سمعنا يقول: قال لي الأمير إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
73 - " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ". كيف ينزل؟ قال: قلت أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف.
قال: وحدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل ، نا محبوب بن عبد الرحمن القاضي ، حدثني جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن [ ص: 125 ] محبوب ، نا أحمد بن حيويه ، نا أبو عبد الرحمن العتكي ، نا محمد بن سلام قال: سألت عن نزوله ليلة النصف من شعبان، فقال عبد الله: يا ضعيف ليلة النصف ينزل؟! في كل ليلة ينزل، فقال الرجل: يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبد الله بن المبارك: كذ حذائي خويس كن ، ينزل كيف يشاء. عبد الله بن المبارك
قال: وسمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبا عبد الله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ذات يوم، وحضر ، فسئل عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال: نعم. فقال: له بعض قواد عبد الله: يا أبا يعقوب أتزعم أن الله تعالى ينزل كل ليلة؟ قال: نعم. قال: كيف ينزل؟ فقال له إسحاق: أثبته فوق حتى أصف لك النزول. فقال الرجل: أثبته فوق. فقال إسحاق بن إبراهيم يعني: ابن راهويه إسحاق: قال الله عز وجل: وجاء ربك والملك صفا صفا فقال الأمير عبد الله: يا [ ص: 126 ] أبا يعقوب هذا يوم القيامة. فقال إسحاق: أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة، من يمنعه اليوم؟
قال فلما صح خبر النزول عن رسول الله إسماعيل الصابوني:
أقر به أهل السنة، وقبلوا الخير، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه، وعلموا وعرفوا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الرب سبحانه لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق، تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا، ولعنهم لعنا كثيرا.
74 - أخبرنا أبو بكر الصابوني ، أنا ، أنا والدي أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي الإمام، نا ، نا الحسن بن محمد الزعفراني عن إسماعيل بن علية هشام الدستوائي.
قال الإمام: وحدثنا الزعفراني ، نا ، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي هشام الدستوائي.
قال: وحدثنا الزعفراني ، نا نا يزيد - يعني ابن هارون - الدستوائي.
قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني ، نا الوليد ، عن [ ص: 127 ] جميعا، عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ، حدثني عطاء بن يسار . رفاعة بن عرابة الجهني
قال الإمام: وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ، نا ، عن مبشر بن إسماعيل الحلبي ، حدثني الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة ، حدثني عطاء بن يسار قال رفاعة بن عرابة الجهني - رضي الله عنه - إن الذي يستأذنك بعدها لسفيه. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، وأثنى عليه، وكان إذا حلف قال: " والذي نفسي بيده، أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها، حتى تبوؤوا، ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم، ومساكنكم الجنة. ثم قال: - صلى الله عليه وسلم -: إذا مضى شطر الليل أو قال ثلثاه، ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ثم يقول: لا يسأل عن عبادي غيري؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يدعوني فأجيبه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الصبح ". أبو بكر الصديق صدرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فجعلوا يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يأذن لهم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما بال شق الشجرة الذي يلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبغض إليكم من الشق الآخر ، فلا ترى من القوم إلا باكيا ". قال: يقول
قال هذا لفظ حديث الوليد . إسماعيل الصابوني:
[ ص: 128 ]