الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وتحل ميتة السمك ) ، والمراد به كل ما في البحر على ما يأتي في الأطعمة [ ص: 317 ] وإن طفا ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم { أكل من العنبر بالمدينة ، وهو الحوت الذي طفا } رواه مسلم ( والجراد ) للخبر الصحيح { أحل لنا ميتتان الحوت ، والجراد }

                                                                                                                              وإعلاله بوقفه على ابن عمر لا يؤثر ؛ لأن هذه الصيغة من الصحابي في حكم المرفوع ، ولا يجب تنقية ما في جوف الجراد ، وصغار السمك لعسره ، ويسن ذبح سمك كبير يطول بقاؤه ، ويظهر أن المراد بذبحه قتله كما يرشد إليه تعليلهم بالإراحة له نعم إن كان في توقف حله على خصوص ذبحه خلاف اتجه تعين خصوصه خروجا من ذلك الخلاف ، ويكره ذبح غيره ، وكأن وجه الكراهة ما فيه من إيهام توقف حله على ذبحه ، وحينئذ فالمراد بها خلاف الأولى ، ولو تغيرت سمكة ، وتقطعت بجوف أخرى حرمت

                                                                                                                              ونوزع في اعتبار التقطع ، ويجاب بأن العلة أنها صارت كالروث ، ولا تكون مثله إلا إن تقطعت ، وأما مجرد التغير فهو بمنزلة نتن اللحم ، أو الطعام ، وهو لا يحرمه

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : وصغار السمك ) أخرج الكبار ( قوله : وكأن وجه الكراهة ما فيه إلخ . ) عللها في شرح الروض بأنه تعب بلا فائدة ( قوله : ونوزع في اعتبار التقطع ) الذي اعتبره في الروضة ، ولم يعتبره في الروض



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قول المتن ، وتحل ميتة السمك ، والجراد ) بالإجماع سواء أماتا بسبب أم لا ، وإن كان نظير الأول في البر محرما ككلب ا هـ . مغني ( قوله : والمراد ) إلى قوله : وإعلاله في المغني .

                                                                                                                              ( قوله : والمراد به إلخ ) عبارة النهاية ، وبالإجماع ، وسواء في ذلك ما صيد حيا ، ومات ، وما مات حتف أنفه أي : بلا سبب ، واسم السمك يقع على كل حيوان البحر حيث كان لا يعيش إلا فيه ، أو إذا خرج منه صار عيشه عيش مذبوح ، وإن لم يكن على صورته المشهورة ا هـ . بل ، وإن كان على صورة ما لا يؤكل في البر ككلب [ ص: 317 ] وآدمي ع ش ( قوله : وإن طفا ) عبارة المغني سواء أكان طافيا أم راسبا خلافا لأبي حنيفة في الطافي ا هـ . ( قوله : الذي طفا ) أي : فوق الماء ، وعلا عليه ( قوله : وإعلاله ) أي : الخبر المذكور ( قوله : وصغار السمك ) أخرج الكبار ا هـ . سم ( قوله : ويسن ) إلى قوله : وكأن وجه الكراهة في النهاية ، والمغني إلا قوله : ويظهر إلى ، ويكره ( قوله : ويسن ذبح سمك إلخ ) والأولى أن يكون الذبح من ذيلها ، ولعل ذلك فيما هو على صورة السمك المعروف أما ما هو على صورة حمار ، أو آدمي ، فينبغي أن يكون الذبح في حلقه ، أو لبته كالحيوانات البرية ا هـ . ع ش ( قوله : اتجه إلخ ) أي : في تحصيل المسنون ( قوله : وكأن وجه الكراهة ) عبارة المغني ، والأسنى ؛ لأنه عنت ، وتعب بلا فائدة ا هـ . ( قوله : بها ) أي : الكراهة ( قوله : ونوزع إلخ ) وافقه المغني فقال : وشمل حل ميتة السمك ما لو وجدت سمكة ميتة في جوف أخرى فتحل كما لو ماتت حتف أنفها إلا أن تكون متغيرة ، وإن لم تتقطع كما قاله الأذرعي ؛ لأنها صارت كالروث ، والقيء ا هـ .




                                                                                                                              الخدمات العلمية