فوائد : 
الأولى : حد السكران الذي تترتب عليه هذه الأحكام  هو الذي يخلط في كلامه وقراءته ، ويسقط تمييزه بين الأعيان . ولا يشترط فيه أن يكون بحيث  [ ص: 436 ] لا يميز بين السماء والأرض ، ولا بين الذكر والأنثى . قاله  القاضي  وغيره في رواية  حنبل    . فقال : السكران الذي إذا وضع ثيابه في ثياب غيره فلم يعرفها ، أو وضع نعله في نعالهم فلم يعرفه . وإذا هذى في أكثر كلامه ، وكان معروفا بغير ذلك . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة والمغني ، والشرح ، والرعاية الصغرى ، والحاوي الصغير ، وغيرهم . وقدمه في الرعاية الكبرى . وقيل : يكفي تخليط كلامه . ذكره أكثرهم في باب حد السكر . وضبطه بعضهم ، فقال : هو الذي يختل في كلامه المنظوم ، ويبيح بسره المكتوم . وقال الشيخ تقي الدين  رحمه الله : وزعم طائفة من أصحاب  مالك  ،  والشافعي   وأحمد    : أن النزاع في وقوع طلاقه إنما هو في النشوان . فأما الذي تم سكره ، بحيث لا يفهم ما يقول : فإنه لا يقع به ، قولا واحدا . قال : والأئمة الكبار جعلوا النزاع في الجميع . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					