الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2684 54 - حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا زهير قال : حدثنا حميد أن أنسا حدثهم قال : رجعنا من غزوة تبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ح وحدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزاة ، فقال : إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " وحبسهم العذر " وأخرجه من طريقين ، الأول : عن أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي عن زهير بن معاوية أبي خيثمة الجعفي عن حميد الطويل عن أنس ، الثاني : سليمان بن حرب إلى آخره ، وهذا كما رأيت قرن رواية زهير برواية حماد بن زيد ، ففي رواية زهير فائدتان ; أولاهما التصريح بغزوة تبوك ، والأخرى بتصريح أنس بالتحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خلفنا " بسكون اللام ، أي : وراءنا ويروى بتشديد اللام وسكون الفاء من التخليف ، قوله : " شعبا " بكسر الشين المعجمة ، الطريق في الجبل ، ويسمى الحي العظيم أيضا شعبا بالكسر ، والشعب بالفتح ما تفرق من قبائل العرب والعجم ، والشعب أيضا القبيلة العظيمة ، قوله : " إلا وهم معنا فيه " أي : في ثوابه ، أي : هم شركاء في الثواب ، وفي رواية الإسماعيلي من طريق أخرى عن حماد بن زيد "إلا وهم معكم فيه بالنية" ، وفي رواية ابن حبان وأبي عوانة من حديث جابر "إلا شركوكم في الأجر" بدل قوله : " إلا كانوا معكم " قوله : " العذر" المرض وعدم القدرة على السفر ، وروى مسلم من حديث جابر بلفظ "حبسهم المرض" ، وهذا محمول على الأغلب .

                                                                                                                                                                                  وفيه : من حبسه العذر من أعمال البر مع نية فيها يكتب له أجر العامل بها ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيمن غلبه النوم عن صلاة الليل إنه يكتب له أجر صلاته وكان نومه صدقة عليه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية