الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2682 53 - حدثنا حفص بن عمر قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب ، وقد وارى التراب بياض بطنه ، وهو يقول :


                                                                                                                                                                                  لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     فأنزل السكينة علينا
                                                                                                                                                                                  وثبت الأقدام إن لاقينا     إن الألى قد بغوا علينا
                                                                                                                                                                                  إذا أرادوا فتنة أبينا

                                                                                                                                                                                  .


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر عن البراء بأتم من الطريق السابق ، قوله : " يوم الأحزاب " سمي به لاجتماع القبائل واتفاقهم على محاربة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الخندق ، والأحزاب جمع حزب بالكسر وهم الطوائف من الناس ، قوله : " فأنزلن " بالنون المخففة ، قوله : " سكينة " أي : وقارا ، ويروى فنزل السكينة ، قوله : " إن لاقينا " يعني مع الكفار ، قوله : " إن الألى " هو من ألفاظ الموصولات لا من أسماء الإشارات ، وهو جمع للمذكر ، قوله : " قد بغوا " أي : ظلموا من البغي ، قوله : " أبينا " من الإباء ، [ ص: 133 ] وهو الامتناع وقوله : " إن الألى " إلى آخره ليس يتزن ، وروي هكذا "إن الأولى هم قد بغوا علينا" ، وهو يتزن ; لأن وزنه مستفعلن مستفعلن فعولن ، وقال الداودي : وفي رواية "إن الأعادي بغوا علينا" ، وهو أيضا لا يتزن إلا بزيادة هم أو قد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية