الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2893 254 - حدثنا محمود ، أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن حسين ، عن عمرو بن عثمان بن عفان ، عن أسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته ، قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا ، ثم قال : نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر ; وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا [ ص: 304 ] يؤووهم . قال الزهري : والخيف الوادي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة : من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعقيل تصرفه قبل إسلامه ، فما بعد الإسلام بالطريق الأولى .

                                                                                                                                                                                  ومحمود هو ابن غيلان بالغين المعجمة المفتوحة ، ومحمود بن عبد الرزاق هو رواية الأكثرين ، وفي رواية أبي ذر : حدثنا محمود ، حدثنا عبد الله هو ابن المبارك ، وعلي بن الحسين بن علي زين العابدين رضي الله تعالى عنهم ، وعمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني .

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في كتاب الحج في باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها .

                                                                                                                                                                                  قوله " عقيل " بفتح العين ابن أبي طالب ، قوله : " بخيف بني كنانة " الخيف ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل ، ومسجد منى يسمى مسجد الخيف ; لأنه في سفح جبلها ، وقد فسر الزهري الخيف بالوادي ، قوله : " المحصب " بلفظ المفعول من التحصيب عطف بيان أو بدل من الخيف ، قوله : " حيث قاسمت " أي حيث حالفت قريش ، قوله : " وذلك أن بني كنانة إلى آخره " هكذا وقع هذا القدر معطوفا على حديث أسامة ، وذكر الخطيب أن هذا مدرج في رواية الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة ، وإنما هو عند الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ; وذلك أن ابن وهب رواه عن يونس ، عن الزهري ، ففصل بين الحديثين ، وروى عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري الحديث الأول فقط ، وروى شعيب والنعمان بن راشد وإبراهيم بن سعد والأوزاعي عن الزهري الحديث الثاني فقط لكن عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، وأجيب أن أحاديث الجمع عنه وطريق ابن وهب عنده لحديث أسامة في الحج ولحديث أبي هريرة في التوحيد وأخرجهما مسلم معا في الحج .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية