الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2800 166 - حدثنا المكي بن إبراهيم ، قال : حدثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة رضي الله عنه قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم عدلت إلى ظل الشجرة فلما خف الناس قال : يا ابن الأكوع ألا تبايع ؟ قال : قلت قد بايعت يا رسول الله ، قال وأيضا فبايعته الثانية ، فقلت له : يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ ؟ قال : على الموت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : ( وقال بعضهم على الموت ) المكي بتشديد الياء آخر الحروف هو اسمه وليس بنسبة ويزيد من الزيادة ابن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع ، والأكوع اسمه سنان بن عبد الله .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث من ثلاثيات البخاري الحادي عشر ، وأخرجه أيضا في المغازي عن قتيبة وفي الأحكام عن القعنبي ، وأخرجه مسلم في المغازي عن قتيبة به وعن إسحاق بن إبراهيم ، وأخرجه الترمذي والنسائي في السير جميعا عن قتيبة .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( قال يا ابن الأكوع ) أي قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا ابن الأكوع ألا تبايع ، إنما قال ذلك مع أنه بايع مع الناس لأنه أراد به تأكيد بيعته لشجاعته وشهرته بالثبات ، فلذلك أمره بتكرير المبايعة ، وقال : أيضا ، أي بايع أيضا فبايعه مرة أخرى وهو معنى قوله فبايعته الثانية أي المرة الثانية ، قوله : ( فقلت له يا أبا مسلم ) القائل هو يزيد بن أبي عبيد الراوي عنه وأبو مسلم كنية سلمة بن الأكوع ، قوله : ( على الموت ) قد ذكرنا أن المراد بالمبايعة على الموت أن لا يفروا ولو ماتوا وليس المراد أن يقع الموت البتة والدليل عليه ما رواه الترمذي عن جابر بن [ ص: 225 ] عبد الله في قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة قال جابر : بايعنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت وسيأتي عن عبادة رضي الله تعالى عنه : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، وروي من حديث معقل بن يسار قال : لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة ومائة ، وقال : لم نبايعه على الموت .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية