الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2740 109 - حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا سفيان عن عمرو أنه سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يأتي زمان يغزو فئام من الناس ، فيقال فيكم من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فيقال : نعم ، فيفتح عليه ، ثم يأتي زمان فيقال : فيكم من صحب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فيقال : نعم ، فيفتح ، ثم يأتي زمان ، فيقال : فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فيقال : نعم ، فيفتح .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومن صحب أصحاب النبي ، ومن صحب صاحب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم ثلاثة : الصحابة والتابعون وأتباع التابعين ، حصلت بهم النصرة لكونهم ضعفاء فيما يتعلق بأمر الدنيا ، أقوياء فيما يتعلق بأمر الآخرة .

                                                                                                                                                                                  وسفيان بن عيينة وعمرو بن دينار وجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي ، وأبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالك الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في علامات النبوة عن قتيبة ، وفي فضائل الصحابة عن علي بن عبد الله ، وأخرجه مسلم في الفضائل عن زهير بن حرب ، وأحمد بن عبدة كلاهما عن سفيان به ، وعن سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فئام " بكسر الفاء وفتح الهمزة ، ويقال : فيام بياء آخر الحروف مخففة ، وفيه لغة أخرى وهي فتح الفاء ذكره [ ص: 180 ] ابن عديس ، وفي ( التهذيب ) العامة تقول : فيام ، وهي الجماعة من الناس ، قال صاحب ( العين ) : ولا واحد له من لفظه ، قوله : " فيكم من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وفي لفظ : هل فيكم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدل من صحب ، وهو رد لقول جماعة من المتصوفة القائلين : إن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يره أحد في صورته ، ذكره السمعاني ، وقال ابن بطال : يشهد لهذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم - : خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .

                                                                                                                                                                                  وفيه معجزة لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفضيلة لأصحابه وتابعيهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية