الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2617 30 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا ; من نخل ، وكان أحب ماله إليه بيرحاء ، مستقبلة المسجد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، قال أنس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة فقال : يا رسول الله ، إن الله يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها حيث أراك الله . فقال : بخ ذلك ، مال رابح - أو رايح - شك ابن مسلمة ، وقد سمعت ما قلت : وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ، قال أبو طلحة : أفعل ذلك يا رسول الله . فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 67 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 67 ] مطابقته للترجمة في قوله : " وكذلك الصدقة " ظاهرة ، ومطابقته للجزء الأول من الترجمة من حيث إن لفظ الوقف ولفظ الصدقة في المعنى متقاربان حكمهما واحد .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الزكاة في باب الزكاة على الأقارب ، ومضى الكلام فيه . قوله : " أكثر أنصاري " رواية الكشميهني ، وقال الكرماني : إذا أريد التفضيل أضيف إلى المفرد النكرة ، أي : أكثر كل واحد واحد من الأنصار ، وفي رواية غيره " أكثر الأنصار " . قوله : " مالا " نصب على التمييز ، وكلمة " من " في قوله : " من نخل " للبيان ، وتقدم الكلام في تفسير بيرحاء بوجوه . قوله : " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها " وزاد في رواية عبد العزيز " ويستظل فيها " . قوله : " شك ابن مسلمة " هو القعنبي شيخ البخاري وراوي الحديث عن مالك ، والشك فيه بين الباء الموحدة والياء آخر الحروف . قوله : " أفعل " على صيغة المتكلم من المضارع ، والضمير فيه يرجع إلى أبي طلحة . قوله : " في أقاربه " وهم : أبي بن كعب ، وحسان بن ثابت وأخوه ، وابن أخيه شداد بن أوس ، ونبيط بن جابر ، فتقاوموه ، فباع حسان حصته من معاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم وقد مر فيما مضى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية