الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2731 101 - حدثنا محمد بن عرعرة قال : حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس ، قال جرير : إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : هذا الحديث ليس في محله ، وإنما محله المناقب ، وحاصله نفي المطابقة .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا الحديث رواه مسلم من حديث محمد بن عرعرة : حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك ، قال : خرجت مع جرير بن عبد الله في سفر ، وكان يخدمني ، فقلت له : لا تفعل ، إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا آليت أن لا أصحب أحدا منهم إلا خدمته ، وفي آخره ، وكان جرير أكبر من أنس ، وقال ابن بشار : أسن من أنس ، انتهى ، فهذا يدل على أن معنى قوله : " صحبت جرير بن عبد الله " يعني في السفر ، وهو أعم من أن يكون سفر الغزو أو غيره ، فبهذا يقع الحديث في بابه ، فتوجد المطابقة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهو أكبر من أنس " فيه التفات أو تجريد ، وكان مقتضى الظاهر أن يقول : وهو أكبر مني ، قوله : " يصنعون شيئا " أي : من خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ينبغي ، ومن تعظيمهم إياه غاية ما يكون ، قوله : " منهم " أي : من الأنصار ، وقوله في رواية مسلم آليت ، أي : حلفت .

                                                                                                                                                                                  وفيه فضل الأنصار وفضل جرير وتواضعه ومحبته للرسول - صلى الله عليه وسلم - .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية