الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2760 128 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما ، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره ، وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : ( عليهما جبتان ) فإن كان جبتان بالباء الموحدة تثنية جبة فهي تناسب القميص في الترجمة ، وإن كان بالنون تثنية جنة فهي تناسب الدرع ، وموسى بن إسماعيل المنقري ، ووهيب بالتصغير ابن خالد ، وابن طاوس عبد الله يروي عن أبيه ، والحديث مر في كتاب الزكاة في باب مثل المتصدق والبخيل ، رواه البخاري من طريقين : الأول عن موسى بن إسماعيل مختصرا ، والثاني عن أبي اليمان بأتم منه ومر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما ) أي ألجئت أيديهما إلى تراقيهما وهو جمع ترقوة وهي العظم الكبير الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين ووزنها فعلوة بالفتح ، وإنما ذكر التراقي لأنها عند الصدر وهو مسلك القلب وهو يأمر المرء وينهاه ، قوله : ( تعفي ) أي تمحو ، وعفت الريح المنزل أي درسته ، قوله : ( وتقلصت ) أي انزوت وانضمت ، قوله : ( فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ) أي فسمع أبو هريرة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، قيل : مجموع الحديث سمعه أبو هريرة من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فما وجه اختصاصه بالكلمة الأخيرة ؟ وأجيب بأن لفظ يقول يدل على الاستمرار والتكرار ، فلعله صلى الله تعالى عليه وسلم كررها دون أخواتها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية