الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2798 164 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جويرية ، عن نافع قال : قال ابن عمر رضي الله عنهما : رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من الله ، فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت ، قال : لا بل بايعهم على الصبر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( بل بايعهم على الصبر ) فإن المبايعة على الصبر هو عدم الفرار في الحرب ، وموسى بن إسماعيل المنقري التبوذكي ، وجويرية تصغير جارية ابن أسماء الضبعي البصري وهذا الحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( من العام المقبل ) أي الذي بعد صلح الحديبية ، قوله : ( فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ) أي ما وافق منا رجلان على هذه الشجرة أنها هي التي بايعنا تحتها بل خفي مكانها ، وقيل : أشبهت عليهم ، قوله : ( كانت رحمة ) أي كانت هذه الشجرة موضع رحمة الله ومحل رضوانه ، قال تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقال النووي : سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك ، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيم الأعراب والجهال إياها وعبادتهم إياها ، وكان خفاؤها رحمة من الله تعالى ، قوله : ( فسألت نافعا ) السائل هو جويرية الراوي ، قوله : ( على الموت ) أي أعلى الموت ، وهمزة الاستفهام مقدرة فيه ، قوله : ( قال لا ) أي قال نافع : لم يكن مبايعتهم على الموت بل كانت على الصبر ، واعترض الإسماعيلي بأن هذا من قول نافع وليس بمسند ، وقال بعضهم : وأجيب بأن الظاهر أن نافعا إنما جزم بما أجاب به لما فهمه من مولاه ابن عمر ، فيكون مسندا بهذه الطريقة ، وفيه نظر لا يخفى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية