الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3616 (وقال الليث: كتب إلي هشام، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي الموءودة؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيكها مؤنتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: قال الليث بن سعد: كتب إلي هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، وهذا تعليق وصله أبو بكر بن أبي داود، عن عيسى بن حماد المعروف بزغبة، عن الليث إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه النسائي في المناقب عن الحسين بن منصور بن جعفر، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ما منكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري " وفي رواية أبي أسامة: " كان يقول: إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم " ورواية ابن أبي الزناد: " وكان قد ترك عبادة الأوثان وترك أكل ما يذبح على النصب "، وفي رواية ابن إسحاق: " وكان يقول: اللهم لو أعلم أحب الوجود إليك لعبدتك به ولكن لا أعلمه ثم يسجد على راحتيه ". قوله: " وكان يحيي الموءودة " الإحياء هنا مجاز عن الإبقاء، وهو على وزن مفعولة من الوأد وهو القتل، كان إذا ولد لأحدهم في الجاهلية بنت دفنها في التراب وهي حية، يقال: وأدها يئدها وأدا فهي موءودة، وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، وفي الحديث: " الوئيد في الجنة " أي: الموءودة فعيل بمعنى مفعول، وزعم بعض العرب أنهم كانوا يفعلون ذلك غيرة على البنات، وقول الله عز وجل هو الحق: ولا تقتلوا أولادكم من إملاق أي: خشية إملاق أي: فقر وقلة، وذكر النقاش في تفسيره أنهم كانوا يئدون من البنات من كانت منهن زرقاء أو هرشاء أو شيماء أو كشحاء تشاؤما منهم بهذه الصفات، (قلت): هرشاء من التهريش وهو مقاتلة الكلاب، والشيماء من التشاؤم، والكشحاء من الكشاحة وهو إضمار العداوة. قوله: " أنا أكفيكها مؤنتها " كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر: " أنا أكفيك مؤنتها ". قوله: " فإذا ترعرعت " براءين وعينين مهملتين أولاهما مفتوحة أي: تحركت ونشأت.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية