الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3523 222 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة قال: إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، مات في سنة أربع أو خمس وتسعين، والحديث مضى في الخمس في باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بنت أبي جهل " اسمها جويرية بالجيم، وقيل: الجميلة، وقيل: العوراء، وكان علي رضي الله تعالى عنه قد أخذ بعموم الجواز، فلما أنكره النبي صلى الله عليه وسلم أعرض، عن الخطبة فيقال: تزوجها عتاب بن أسيد، وإنما خطب النبي صلى الله عليه وسلم ليشيع الحكم المذكور بين الناس، ويأخذوا به إما على سبيل الإيجاب وإما على [ ص: 231 ] سبيل الأولوية، وادعى الشريف المرتضي الموسوي في (غرره) أن خطبة علي لابنة أبي جهل موضوع فلا يستوي سماعه، ورد عليه بأنه ثبت في (الصحيح) في حديث المسور بن مخرمة وأخرجه الترمذي ، عن عبد الله بن الزبير، وصححه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهذا علي ناكح بنت أبي جهل " وفي رواية الطبراني عن أبي زرعة، عن أبي اليمان: وهذا علي ناكحا بالنصب على الحال المنتظرة، وإطلاق اسم الناكح عليه مجاز باعتبار ما كان قصد إليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فحدثني، وصدقني " كأنه أراد بذلك أنه كان على شرط على أبي العاص أن لا يتزوج على زينب، فثبت على شرطه، فلذلك شكره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالثناء عليه بالوفاء والصدق.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وصدقني " بتخفيف الدال المفتوحة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بضعة " بفتح الباء الموحدة وفي رواية للحاكم : مضغة مني بالميم " يغيظني ما يغيظها ويبسطني ما يبسطها " وقال: صحيح الإسناد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية